ظلت جالسة القرفصاء .. وقد شق المطر الأسود نهرا على وجنتين ذابلتين، ووجه شاحب له قسمات جميلة، وشعر ناعم ينسدل سواده كستار معتم أرهقته ويلات السنين، وجسد ممشوق يسكن ثيابا رثة بالية، لم تفقده من الحسن والبهاء شيئا … وبينما كنت أطل من شرفة المقهى وأنا على الطاولة الركنية حيث أتأمل العالم من الأعلى، وأقلب صفحات جريدتي الصباحية، وأحتسي فنجان …