نساء شاركن في المقاومة من أجل انتزاع الحرية و الاستقلال

9,952

نساء مغربيات مناضلات، احترفن الجهاد والمقاومة ، تركن علامات بارزة في تاريخ المغرب، إلى جانب الرجال، في حمل السلاح ضد الإستعمار الغاشم ، وقد بين عن صمودهن وشجاعتهن وتضحياتهن، وأنهن لا يقلن نضالا عن أشقائهن من الرجال، في المواجهة والتصدي لكل اشكال القمع الذي عرفته البلاد . …

نساء التحقن بالحركة الوطنية في بدايتها ومارسن السياسة ضد الظلم والإضطهاد من أجل الحرية والمساواة، نساء قويات جمعهن حب الوطن ، منهن من كانت أول طيارة مغربية في العالم العربي والإسلامي والإفريقي وذهبت ضحية أول جريمة سياسية ارتكبت في مغرب الإستقلال .. منهن من حصدتهن آلة الإختطاف والتنكيل خلال سنوات الجمر. …هن نساء خالدات، دافعن عن المبادئ الشريفة والنبيلة إلى آخر رمق في حياتهن. شهيدات قدمن أرواحهن فداءا للوطن من أجل زرع الحرية والديمقراطية، و من أجل مجتمع يسوده العدل والإزدهار والتقدم .. نساء قاسين العذاب الوحشي في الأقبية والزنازن والمعتقلات السرية السيئة الذكر، مثل درب مولاي الشريف والكوربيس واكدز وقلعة مكونة والمنافي السرية الأخرى، في تلك الفترة من الماضي الملوث بانتهاكات حقوق الإنسان… ولازالت بلادنا تحتفظ بأسماء كثيرة تشرف تاريخ المغرب الذي لم يكتب بعد.

فاطمة الزهراء…أولى الشهيدات

فاطمة الزهراء بنت مولاي الحسن البلغيتي، هو اسم أول شهيدة سقطت في مظاهرة المشور بمراكش التي حدثت يوم 15 غشت 1953، والتي أتت ضد قرار السلطات الاستعمارية بإبعاد ونفي الملك الراحل محمد الخامس وعائلته الملكية إلى مدغشقر.

مليكة الفاسي… الموقعة الوحيدة على وثيقة 11 يناير

أما الإسم الثاني فهي، مليكة الفاسي، المناضلة والكاتبة المغربية التي وافتها المنية خلال سنة2007 ، بعد حياة كاملة من العطاء المعرفي والسياسي، فقد كانت سياسية وكاتبة وعضوا من أعضاء الحركة الوطنية المغربية، إذ انخرطت في كتلة العمل الوطني وكانت المرأة الوحيدة التي وَقَّعَت على وثيقة 11 ينايـر للمطالبة باستقلال المغرب، كما أنها كانت حاضرة أيضا ضمن أول تنظيم سياسي إذ انضمت إلى تنظيم الطائفة سنة 1930 ثم إلى كتلة العمل الوطني والحزب الوطني بعدها.

رحمة حموش… حامية المقاومين

مناضلة معروفة في أوساط المقاومة وجيش التحرير باسم « رحمة البهلولية »، نسبة لمكان ولادتها قرية البهاليل قرب صفرو، كانت زوجة نقيب الزاوية القندوسية بصفرو، وبعدها زوجة مقاوم يدعى علي بن محمد، وكانت إحدى النساء المناضلات في صفوف المقاومة واشتهرت بكون منزلها كان مقرا سريا يؤوي المناضلينإذ فيه كانت تعقد الاجتماعات السرية.

فاما… وهبت حياتها للمقاومة

أفنت فاطمة عزايز، المشهورة باسم «فاما» عمرها كله في النضال الوطني في مواجهة الاستعمار الإسباني في شمال المغرب، ثم انتقلت من المقاومة في سبيل تحرير الوطن إلى الانخراط في العمل السياسي بعد الاستقلال.
جعلها موت أشقائها على يد المستعمر تخوض غمار الكفاح في سبيل الوطن، فهربت من بيت الأهل من زواج تقليدي لتلتحق بالخلايا السرية في الحركة الوطنية، وانخرطت في صفوف جيش التحرير الوطني.
بعدها كانت فاما من مؤسسي حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في 1959. وشاركت في المؤتمر الإستثنائي للاتحاد الاشتراكي في يناير، كما ساهمت في تأسيس القطاع النسائي الاتحادي، وشاركت في التجارب الانتخابية لسنتي 1976 و1977، ثم غيرت مسارها إلى العمل الجمعوي للدفاع عن حقوق النساء في الجمعيات النسائية.

فاطمة الزهراء، مليكة، رحمة وفاما، لسن سوى نماذج للآلاف من نساء المغرب المقاومات اللواتي تؤكد إحصائيات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن عددهن يفوق 303 ألف، بلغ عدد الشهيدات بينهن 32 حسب الأرقام المتوفرة.

MENARA

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في دين وثراث
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

تكريم فعاليات ثقافية بأسفي في اليوم العالمي للرجل