حسن أتــلاغ
أدانت أول أمس الأربعاء المحكمة الابتدائية بمدينة مراكش مشجعي فريق أولمبيك آسفي لكرة القدم الذين تم اعتقالهم على إثر الأحداث، التي سجلت خلال مباراة الدورة 14 من البطولة الاحترافية بين فريقي الكوكب المراكشي وأولمبيك أسفي بالملعب الكبير بمراكش، وقضت بشهرين نافذا على متهم في هذه القضية وبشهر واحد حبسا نافذا في حق آخر، فيما أدين ثالث بشهرين موقوف التنفيذ والبراءة لشاب رابع، وذلك بعد متابعتهم بتهم المساهمة في أعمال عنف أثناء تظاهرة رياضية ارتكب خلالها ضرب وجرح وإلحاق خسائر مادية بأملاك عقارية ومنقول مملوك للغير، والتحريض على ذلك، والدخول إلى أرضية الملعب دون سبب مشروع وإتلاف تجهيزات الملعب.
وكانت للمحامي يوسف خالدي المنتدب من قبل إدارة نادي أولمبيك أسفي مرافعة قوية خلال أطوار المحاكمة، أكد فيها على أواصر الأخوة التي تربط مدينة أسفي بمراكش جسدها التقسيم الإداري الذي جمعهما في جهة مراكش آسفي، مبرزا أن أسفي مكتبا ومدينة وجمهورا تنبذ جميع الأفعال التي تتنافى والمبادئ السامية للرياضة ، وتقدم خالدي أمام هيئة المحكمة باعتذار بإسم مكتب أولمبيك اسفي و ساكنة آسفي عن كل العبارات التي تدعو إلى الكراهية والعنف.
وقال يوسف خالدي لـ ” أسفي اليوم ” كنا نود تبرئة مشجعي أسفي كما هو الشأن بالنسبة لأبناء مدينة مراكش، فهم لاعلاقة لهم بما وقع داخل المدرجات والملعب سيما أنهم اعتقلوا قبل المباراة بعد احتجاجهم الحضري على غياب شبابيك التذاكر الكافية ، فهل يعقل أن يخصص شباك وحيد لـ 2500 متفرجا من أبناء مدينة أسفي؟ يتساءل المتحدث..
ودعا أنور ادبيرة رئيس أولمبيك أسفي إلى أخذ العبرة من هذا الحادث المؤسف ، والعمل جميعا مكتبا وجمهورا على ألا يتكرر مرة أخرى، معتبرا في تصريحه للجريدة الأحكام الصادرة في حق الشباب الأربعة مخففة بعد الحملة الإعلامية المبالغ فيها والمغالطات التي رافقت الواقعة.
وكان مكتب الأولمبيك قد أعلن عبر بيان له مؤازرته ومساندته للمشجعين رهن الاعتقال، واصفا دورهم بالنبيل ويهدف إلى الحيلولة دون حدوث انزلاقات وانفلاتات، وأكد على تحمل النادي جميع المصاريف المترتبة على التقرير المتضمن للخسائر اللاحقة بالملعب.
ويرى حسن عابدات رئيس المرصد المغربي للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأحكام الصادرة قاسية لعدة اعتبارات ، منها اعتقالهم خارج الملعب واتهامهم بممارسة العنف ، في حين – يقول عابدات – نملك أشرطة فيديو لا يظهر فيها ولو مسفيوي واحد، وتظهر أشخاصا يرمون رجال الأمن بالحجارة بوجوه مكشوفة، ولم يحاسبوا على ذلك وهم طلقاء حاليا، وأعلن عابدات استنكاره للخرجة الإعلامية لأحد الأشخاص متهما جمهور أسفي بالإرهاب، مبرزا أن هيئته الحقوقية قررت متابعته قضائيا بعد أن أسدل الستار عن المحاكمة المذكورة.
واعتبر عبد السلام حلي رئيس رابطة الجمعيات المساندة لأولمبيك أسفي هؤلاء الشباب ضحايا وراءهم أشخاص ضد فريق الأوسيس، ومن الواجب الأخذ بأيديهم ومساندتهم سيما أنهم أبناء عائلات محترمة، وشدد حلي على أن المسيئين لجمهور أسفي شردمة صغيرة ، وأنه ليس من المعقول مشاهدة نزع كراسي الملعب عبر التلفاز والفريق فائز، موضحا في هذا السياق أن هؤلاء ليسوا من طينة جمهور أسفي المخلص لفريقه والذي يعتبر سفيرا لمدينته حيثما رحل وارتحل. ودعا حلي جمهور أسفي إلى أخذ الحيطة والحذر من المندسين داخل صفوفه ، وإلى المحافظة على سلوكه والبعد عن كل ما من شأنه قد يخدش سمعة مدينته ويحرج الفريق ومحبيه.
وعرفت جلسة المحاكمة حضور كمال عبدالواحد وعبدالرحيم زكار عضوا المكتب المسير لأولمبيك آسفي ، بالإضافة للفاعل الرياضي أحمد غايبي، ،وسمير كودار ابن مدينة أسفي النائب الأول لرئيس جهة مراكش آسفي.
يشار أن هيئة المحكمة كانت قد متعت خمس قاصرين بالسراح و تحديد مبلغ 250 درهم كغرامة نافذة لكل واحد منهم،مع وضعهم تحت المراقبة القضائية إلى حين حضورهم لجلسة يوم 26 من شهر يوليوز المقبل.
يذكر أن اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عاقبت هي الأخرى فريق أولمبيك أسفي بإجرائه 4 مباريات بدون جمهور ، وتغريمه 80 ألف درهما، وتأدية واجب الخسائر التي تسبب فيها جمهوره .