جزولة :شجرة بلا جدور

7,117

بديعة كبال

جزولة هي مدينة مغربية جنوب المملكة تنتمي لعمالة اسفي ذات مناخ شبه جاف ، جزولة المدينة الصغيرة المبعثرة ،مرت سنوات ولم يحصل عليها أي تغير سوى تزايد اﻹتساع العمراني والبشري .. جزولة المدينة البسيطة والمشتتة التائهة ،تبحث وتنادي بأعلى صوتها على من سيحميها فهي لم تعد تقوى على ارتداء القناع المتسخ الذي لا يليق بها ،لم تعد تتحمل الفساد والفوضى التي تعرفها.. كل شيء فيها يلفت اﻷنظار .

البحر ماما البحر بابا

وانت متجه إليها من مدينة أسفي ستجد بحيرة في إستقبالك تلفت اﻹنتباه وتكون موضوع سؤال للكبار والصغار ، بحيث وأنت تركب الحافلة تسمع ” البحر ماما البحر بابا “،نعم بحيرة ذات لون أسود داكن وأمواج تجعلك تظن وكأنها فعلا بحيرة أو بحر ،تبدو رائعة ،لكن كلما إقتربت منها أكثر وأكثر إلا وعرفت أنها ليست سوى مصب مياه الصرف الصحي ،نعم إنها كذلك ،رائحتها الخانقة تجعلك تكاد تفقد روحك .إنه الواد الحار الذي يعد النقطة السوداء واﻷخطر بالمنطقة ،حيث تتسرب مياهه لثلوث الفرشة المائية .

فوضى عارمة

المنازل تفتقر للماء والكهرباء والصرف الصحي ،والناس تعيش على الحال ..الفوضى تعم كل مكان ،لاشيء منظم ،الباعة المتجولون يحتلون الرصيف والطريق العام مما يتسبب في عرقلة حركة المرور .لاوجود لسوق خاص بهذه الفئة ،ولاعجب لهذه الظاهرة فالمسألة أصبحت وطنية منتشرة بأغلب مدن المملكة .

مهزلة النقل والمجزرة

ما تكاد تضع رجلك على أرض جزولة حتى يتجمع حولك كم هائل من أصحاب العربات  الكل يريد أن يخدمك ويدلك على ماتريد وإيصالك إلى حيث تريد مقابل ثمن بسيط جدا . والطاكسيات تحمل أحيانا أكثر من عشرة أشخاص وكأنك بعلبة سردين ولا أحد يتكلم..الكل اعتاد على هذا المشهد الغريب ..وأنت تتجول بسوق جزولة سترى الكارثة البيئية التي تعيشها مجزرة بحيث لم تعد تستحق أن يطلق عليها اسم مجزرة ،سترى أنه ليس بها لا عداد ماء ولا حاويات ولا قنوات الصرف الصحي ولا بنية تحتية .

ساكنة تعاني..

 إذا ذهبت إلى جماعة سبت جزولة لقضاء غرض إداري ما ستجد أن المكتب دائم اﻹغلاق في وجه المواطن الجزولي ،بل أحيانا تجد أب رئيس الجماعة هو من يتدخل في كل الشؤون رغم أنه موقوف من التسيير الجماعي… جزولة تفتقر ﻷبسط المتطلبات ،لا وجود لمساحة خضراء ولا لباحات اﻹستراحة ومنتزهات اﻷطفال ،إنعدام الملاعب والمركبات التقافية والرياضية ،وإغلاق الملعب البلدي ﻷزيد من خمس سنوات .
 جزولة لاتعرف سوى اﻹنقطاعات المتكررة للكهرباء….والتي يعاني شبابها من البطالة ولاتسمع عن عمل بها سوى ” طالب معاشو ” مما أدى بشباب المنطقة للرحيل للمدن الأخرى  للبحث عن لقمة العيش .

فقر وتلوث..

جزولة أصبحت اليوم مأوى المتشردين والكلاب الضالة والقطط،تعاني من مشاكل متعددة لسنوات،ولم يستطيع المسؤولون الوفاء بوعودهم الكاذبة و تجدهم في كل حملة إنتخابية يتحايلون لكن بمجرد حصولهم على المنصب لا تجد منهم سوى الطمس والكثمان على كل العوائق والمشاكل …لتبقى جزولة تعاني الفقر والثلوث والتهميش ، ولاحياة فيها لمن تنادي سوى الظلام في الظلام ومن السيئ إلى اﻷسوأ.

غياب الخدمات الصحية

مستشفى جزولة يأتي إليه المرضى من كل نواحي البلدة ،ويعرف تهافت واكتظاظ كبير ،مما يتسبب في عدم النظام ،وتوفره على طبيب واحد يزيد اﻷمر تعقيدا ،فالطبيب نفسه أصبح يشكي ويعاني.. فنسبة الوافدين عليه كل يوم حسب قوله تفوق ثلاث مئة شخص باليوم ،لابد من طبيب آخر لمساعدته .

انتعاش الأكلات الخفيفة

جزولة ذات المأكل والملبس الرخيص ،الكل يستطيع العيش بجزولة الغني بها والفقير ،فهي تسطيع أن تحضن جميع الطبقات والشرائح..فبمجرد دخولك إلى مايعرف ” بالسويق ” حتى تجد السردين المقلي والمشوي والشاي و” البيصرة ” والعدس ….فيمكنك أن تختار ماتريد أكله بثمن لن يتعدى خمسة دراهم ،كل شيء بثمن مناسب جدا فالخضروات أحيانا لا تتعدى درهمان للكلوغرام ،وإذا ذهبت في المساء ستشتري كل شيء بدرهم للكلو ،الثمن أكثر من مناسب وللجميع .
تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

تكريم فعاليات ثقافية بأسفي في اليوم العالمي للرجل