جمعية للتكافل للنهوض بالمرأة والطفل بأسفي : ندوة التفكك الأسري وأثره على انحراف الأطفال

4,088

إعداد: سلمة الهسكوري

بتنسيق مع المحكمة الابتدائية وبشراكة مع جمعية السرور والتنمية والتضامن للخياطة نظمت جمعية التكافل للنهوض بالمرأة والطفل  ندوة تحت عنوانالتفكك الأسري وأثره على انحراف الأطفال وذلك يوم الإثنين 8  ماي 2017 بالخزانة الجهوية بآسفي. وقد شهدت الندوة حضور المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بآسفي وفعاليات المجتمع المدني ووسائل الاعلام الوطنية والمحلية. والتي اطرت من طرف أساتذة في مختلف المجالات :القانوني والنفسي ثم الاجتماعي.

وقد استهلت افتتاح الندوة  بشرة الغنبور   ي رئيسة جمعية التكافل للنهوض بالمرأة والطفل بكلمة رحبت من خلالها بالحضور وسلطت الضوء على اهم الجوانب التي سيتطرق لها خلال الندوة  والمتمحورة في التفكك الأسري الذي يعد الطلاق سببه الرئيسي والمباشر وآثاره على نفسية الأطفال وخصوصا المراهقين .

رئيسة جمعية السرور في كلمتها ثمنت المجهودات الكبيرة التي تبدلها الدولة بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني في معالجة العديد من الظواهر التي باتت تشكل خطرا على الأسر المغربية  ،خاصة علاقة الأزواج وتأثيرها على تربية الأبناء .

وركزت مداخلة الأستاذ نورالدين العسري قاضي بالمحكمة الابتدائية بالجديدة التي تناول من خلالها الجانب القانوني على محورين اساسيين تمثلا في وضعية القاصرين خلال مرحلة ما قبل التفكك الأسري وكذا وضعيتهم بعد التفكك الأسري. حيث ابتدأ بتعريفه للتفكك الأسري بكونه كل ما يؤدي الى تفكك واهتراء الاسرة ثم خاض في المحورين الأساسيين لمداخلته وابرز دور القضاء في السهر على لم شمل الأسرة واصلاح الاعوجاج والانكسار الذي اجتاح بنيانها من خلال مجموعة من التدابير التي هي في خدمة الأسرة بالأساس خصوصا مع وجود أطفال ونذكر على سبيل المثال لا الحصر اعتماد مسطرة الصلح التي حددها في جلستين وكذا التدخل من أجل حماية الطفل والأم. أما بعد الطلاق فوضع نصب أعينه هدفين اثنين تجليا في إسناد الحضانة التي غالبا ما تكون للأم وتحديد المستحقات التي تكون كفيلة لعيش الطفل وحمايته من التشرد وتبعاته بما يضمن له حياة كريمة ومستقرة.

وتحدثت الأخصائية النفسية مديحة المسعودي عن التفكك الأسري وانعكاسه على نفسية الطفل وما يسببه من صدمات نفسية تولد سلوكيات سلبية ومرضية تؤذي الطفل والأسرة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام تتجسد في عدم التوازن النفسي، الاضطراب العاطفي، الخوف، الانفعال، العنف وعدم التحصيل الدراسي، بل قد يتحول هذا الاضطراب الى الانحراف والإجرام إذا لم تتم معالجته وتتبعه نفسيا. وشددت على ضرورة أخذ بعض الاحترازات الوقائية منها ملء ثغرة عدم وجود الأب من طرف الخال أو الجد، تفعيل مجلس العائلة، مساعدة الطفل نفسيا من طرف مختص لتقبل الشرخ الذي حدث لأفراد أسرته والذي خلف اهتزاز نفسيته.

وأكد رشيد الودنوني المسؤول الإداري  لجمعية الكرم على أن الأسرة هي دعامة أساسية للتقدم الاجتماعي، وأن انهيار هذه الوحدة أو فشلها يؤدي الى خلق مجموعة من الاختلالات الاجتماعية والنفسية والسلوكية تدمر الطفل بالأساس وتؤثر على سلوكياته خصوصا في مرحلة المراهقة وما يرافقها من عدم الإحساس بالأمان والامن مما يحوله الى منحرف أو مجرم. وعدد مجموعة من الأسباب التي تساهم في تعميق الفوهة بين الزوجين والتي من بينها: اختلاف الصفات والقيم والعادات بين الزوجين، وكذا المستوى الثقافي، مشاكل اقتصادية، انخفاض روح التعاون بين الزوجين، صراع الأدوار، غياب الأب وتبعاته، رمي حمل الأسرة على طرف واحد، وسائل الاتصال وما خلقته من شرخ وتفكك داخل الأسرة، البرامج التلفزية الغير الهادفة وما تخلفه من أثر سلبي على المتلقي.

وخلص إلى أن من الأثار الناتجة عن التفكك الأسري فقدان المأوى، تهييء ظروف الانحراف، عدم الاستقرار النفسي والأسري، التشرد…

وقد تظافرت الجهود لاستخلاص مجموعة من المقتراحات والتوصيات للحد من الظاهرة والتي تجلت في التوجيه والتوعية من خلال المنابر الدينية والمؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية، وكذا خلق دورات تكوينية وتحسيسية من طرف فعاليات المجتمع المدني حول الأسرة والتكافل الأسري إضافة إلى تقديم برامج تلفزية هادفة تبرز أهمية الأسرة داخل النسيج المجتمعي وما لتفككها من أثر سلبي على الأفراد والمجتمع وأخيرا تأسيس لجنة التوعية وإعداد برامج تشدد على أهمية الأسرة في البناء المجتمعي.

وبغية وضع الأصبع على مواطن الخلل ومحاولة الفهم أكثر لمحاور الموضوع وفك اللبس الحاصل في المفاهيم فتحت مناقشة  للموضوع للتعقيب وطرح الأسئلة على الأساتذة المؤطرين، اجاب عليها كل واحد من ناحية اختصاصه.

 

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في مع المواطنين
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

بودكاست أسفي اليوم | الخطاط عبد الحكيم بورضى والحديث عن تطور الخط العربي في عصر التكنولوجيا