القول الفصل بتحريم ما يتعرض له الابرياء من ترهيب وقتل

3,482

بقلم السعيد زركوط

szergout@gmail.com   

– باحث في  العلوم الاقتصادية و التدبير مهتم بالفكر الاسلامي

–اطار اداري عالي خارج التصنيف باحدى المؤسسات العمومية بالمغرب.

    لم يعد يمر يوم إلا و تتداول وسائل الاعلام من جرائد و فضائيات و مواقع اخبارية ,عملية ارهابية تتبناها احدى المنظمات التي تنسب نفسها للإسلام و يكون ضحاياها مدنيون ابرياء من جميع الفئات العمرية (اطفال ونساء وشبان و شيوخ) ومن اتباع ديانات مختلفة من مسلمين من مختلف الطوائف و مسيحيين و غيرهم مما يزيد في انتشار مشاعر الكراهية ضد المسلمين بسبب الصورة السلبية التي تتركها هذه العمليات و الدعاية التي تقوم بها الاوساط المعادية للإسلام كالحركات العنصرية او الداعمة للمشروع الصهيوني او المعتنقة للعلمانية المتشنجة القائمة على كراهة الاديان و خاصة احتقار الاسلام كما في النموذج الفرنسي.

لدا, يصبح من الواجب على كل مسلم -خاصة الشبان و الشابات – معرفة حقيقة الحكم الشرعي المتعلق بهذه العمليات الارهابية ليتبين الجميع مصير كل من ينساق وراء الدعاية الممارسة من طرف الجماعات الارهابية التي تحاول استقطابهم لصفوفها بالتلويح باحتكار الاسلام و بما ينتظر كل منهم من نعيم في الجنة بمجرد ارتكابه لعمليات القتل و الترويع كما هو الحال بالنسبة لعصابات ما تعرف بالدولة الاسلامية بالعراق وبلاد الشام – داعش – و كل من يسير على نهجها.

ذلك ان السير على هذه الطريق من الخطورة بمكان لان التكفير و اباحة سفك دماء الناس يشكلان موضوعين خطيرين كما يتضح من الاوامر و النواهي التي يتضمنها القران الكريم و السنة النبوية الصحيحة حيث ان الامر يتعلق بخليفة الله في الارض و بحفظ النفس البشرية التي كرمها الله جل و علا   من جهة و من جهة ثانية فان ازهاقها عمل لا سبيل الى التراجع عنه متى تبين خطا ذلك الفعل و اخيرا   فلا ن  هذه التعاليم تسد الطريق عن كل فتوى مخالفة لأنه لا اجتهاد مع و جود نص صريح سواء لتحريم حلال طيب او تحليل حرام خبيث  ومع وجود كليات اتفق عليها علماء المسلمين من جميع المذاهب بالنسبة لحفظ النفس البشرية و عدم تعريضها للتهديد او التلف و من باب اولى للقتل بمزاعم كاذبة حيث سيظهران الامر اكثر تعقيدا مما توحي به دعاية المنظمات التكفيرية الارهابية المبنية على التبسيط الوهمي لقضية استباحة الدماء و قتل الابرياء و ستتضح مخالفة هذه العمليات الارهابية الموجهة ضد الابرياء ايا ما كان دينهم  لتعاليم الاسلام مخالفة تامة بعد عرض هذه التعاليم كما وردت في القران الكريم و السنة النبوية.

 1 حرمة قتل النفس البشرية في القران الكريم:

على الشباب و الشابات المعجبين بالفكر الداعشي بسبب الاحباط و القهر المسلط على كثير من الشعوب العربية و المسلمة و سلبية  اغلب الحكام و ما يسمى بالنظام العالمي, ان يعلموا ان الله تعالى قد وضع جملة من القواعد لتسهيل امر عمارة الارض للإنسان بما يحفظ النفس البشرية من الادى و يجنبها القتل مادام سبحانه و تعالى قد كرم بني ادم و فضلهم على كثير من خلقه ( سورة الاسراء: الاية 70) . ويمكن التأكد من هذه الحقيقة بالرجوع الى الامر الالهي الصادر منذ القدم الى شعب بني اسرائيل كما جاء في الايات التي تذكر بقصة ابني ادم قابيل وهابيل (المائدة 27-31:) تم في الايات المؤطرة للحرب دفاعا عن النفس خاصة في سورتي الانفال و التوبة .

فبالنسبة للجانب الاول, فان الاية توضح ان الامر يتعلق بمنع تام للقتل وبالمقابل بتشجيع كل عمل يترتب عنه انقاذ نفس بشرية :

” مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ” (المائدة 32).

ويلاحظ ان منع القتل يشمل كل نفس بشرية دون تحديد العقيدة و هذا المنع ينطبق على المدنيين غير المسلمين وهذا يبين ان العمليات الارهابية التي استهدفت مدنيين ابرياء في كثير من الدول بأوربا و امريكا وروسيا و في الدول العربية و الاسلامية نفسها ضد المسلمين اوغيرهم من اتباع الديانات الاخرى و نسبتها لنفسها منظمات تزعم الانتماء للإسلام هي مخالفة لتعاليم هذا الدين كما جاءت في كتاب الله تعالى .

ومن جهة اخرى, فقد منع الاسلام منعا باتا قتل المسلمين كما جاء في الايتين  92 و93  من سورة النساء: ” وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا إلا خطا (…)/ 92 – ”ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه و لعنه و اعد له عذابا عظيما”/  .

كما منع قتل غير المسلمين ممن لقبائلهم  معاهدات سلمية مع المسلمين و هو ما ينطبق حاليا على شعوب الدول غير المسلمة التي لها علاقات عادية مع الدول الاسلامية (النساء: 90  ;الانفال:   72). وفي هذا الباب, شدد الله سبحانه و تعالى على ضرورة الوفاء بالعقد و العهد و احترام قيم العدل و الصفح عن الادى حتى مع التعرض للاستفزاز(على سبيل المثال لا الحصر, المائدة: 13,8-1  ;النحل: 93-90 ;العنكبوت: 46).

ولقد طبق الاسلام هذه المبادئ حين نظم العمليات الحربية للدفاع عن النفس مع الامر بعدم تعريض الفئات المدنية من اطفال ونساء وشيوخ ورجال دين في صوامعهم و بيعهم و الامتعة و الثروات الطبيعية كما يتضح مما جاء في عدة سور (كالنساء – الاية: 94 والانفال: 61-60 ;التوبة :  6-1). ففي الاولى,  امر رب العزة المسلمين بعدم قتال من يبادر الى السلم :  ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا”.

اما السورة الثانية, الأنفال, المخصصة في جزء كبير منها لتنظيم عمليات الحرب و لوصف المنافقين و مناوراتهم مع التذكير بمصير من سبقهم من المتجبرين الذين اهلكهم الله كالطاغية فرعون وجنوده, فقد تضمنت هي الاخرى نفس المبادئ اي الحرب للدفاع عن النفس و رد ادى الاعداء مع عدم المساس بالمدنيين و بمن ينئى بنفسه عن الحرب و لا يشارك في الاعتداء على المسلمين:

“وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)  .

و تبين هذه الاية خطا النظرة التجزيئية المعتمدة من طرف دعاة الارهاب و التوحش الذين يركزون على الاية رقم  4من سورة  محمد لتبريرجرائمهم مما يساهم في  تشويه صورة الاسلام :

فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها “.

ذلك ان اغلب التفاسير تشير الى ان الامر يتعلق هنا بالحرب على ارض المعركة بين جيشي المسلمين و اعدائهم و ليس على قارعة الطريق و من باب اولى ليس بقتل المدنيين من مراسلين صحفيين و عمال اغاثة اجانب او سكان محليين كما يقوم بذلك في الوقت الراهن عناصر الجماعات الارهابية بناء على تخريجات واهية  .

اما في السورة الاخيرة, فقد امر الله تعالى رسوله  عليه الصلاة و السلام و المسلمين من بعده بعرض القران على المشرك و ايصاله الى محل قومه وعدم ايدائه :

“وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (6)  .

وللتدليل على الاهمية الكبيرة التي اولاها سبحانه و تعالى لحماية النفس البشرية, تكفي الاشارة الى انه جعل من صفات من سماهم اولياءه  “عباد الرحمان” عدم التعرض للبشر بالقتل إلا لسبب مشروع مثل الدفاع عن النفس او القصاص (الفرقان- 63: 68 ): حيث جاء في الاية 68 :”والذين لا يدعون مع الله الاها اخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق اثاما”.

ولضمان حماية النفس البشرية, كرس القران الكريم احدى الممارسات التي كانت سائدة بين العرب قبل الاسلام  و هي المتعلقة بالأشهر الحرم -ذو القعدة, ذو الحجة, محرم و رجب (التوبة : 36)- التي كان يمنع فيها القتال حقنا للدماء بين القبائل إلا للدفاع عن النفس (البقرة 194:). كما وضع سبحانه و تعالى قواعد اخرى منها  قاعدة المسؤولية الفردية للإنسان عن كل عمل يقوم به و معنى ذلك ان التعرض للأبرياء بالقتل او الضرب لانتمائهم لشعوب تكن العداء للمسلمين محرم في الاسلام مادام لم يثبت على كل فرد من هؤلاء ثبوتا يقينيا لا شبهة فيه المشاركة في قتل المسلمين لان الله تعالى صرح في كتابه العزيز بان ”لا تزر وازرة وزر أخرى” (الاسراء 15: ;  الانعام ;164 : فاطر: ; 18الزمر:  7 و النجم:  38). ويترتب عن هذه القاعدة الذهبية تحريم الاسلام تحريما تاما لما يعرف بالمعاملة بالمثل مادام كل شخص مسؤول عما اقترفت يداه فقط و ليس محاسبا عما قام به غيره من بني قومه او دينه او جنسه.

ولا بد من الاشارة هنا الى دليل اخر يؤكد هذه الاهمية التي اولاها تعالى لحماية النفس البشرية و يظهر في الرخص الواردة في القران الكريم لرفع الحرج عن المسلم متى كانت حياته مهددة كما هو الحال بالنسبة للحم الخنزير .هذا الامر الذي يبين رحمة الله بعباده جعل الفقهاء والعلماء يضعون عدة قواعد مثل الضرورات تبيح المحظورات او الاولوية الممنوحة لحفظ النفس على غيرها من الامور كحفظ الدين او المال.

و بطبيعة الحال, فعند ارتكاب الشاب او الشابة لعملية ارهابية ضد الابرياء فسيتحمل كلاهما عقاب ولي الامر اي  مؤسسة الدولة من جهة و العقاب الالهي يوم الحشر عندما تسال كل نفس بشرية قتلت ظلما عن السبب من جهة اخرى كما سيتحمل المسؤولية معهما من افتى بذلك العمل من هيئات شرعية مزعومة وقنوات فضائية و الامر واضح كما بينته الاية 25 من سورة النحل] ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون [ ; فهذه القاعدة مكملة للتي سبقتها عن عدم تحميل شخص لمسؤولية اعمال قام بها شخص اخر و تقرير المسؤولية الفردية ; كما انهما اي الشاب و الشابة يعتبران مسؤولين بشكل غير مباشر عن كل رد فعل يتعرض له مسلم او مسلمة او الذات الالهية من خلال الشتم او الاستخفاف كما تفعل بعض الجرائد الغربية المسيرة من طرف متعصبين او متصهينين لان الله تعالى اوضح ذلك حين قال سبحانه في سورة الانعام : -108”ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم”. فالله تعالى أمر المسلمين بعدم شتم الاصنام التي كان الكفار يعبدونها فيتجرا هؤلاء على شتم الذات الالهية.

نستخلص مما سبق ان القران الكريم نظم العملية الحربية بشكل جعلها وسيلة للدفاع عن النفس و احلال السلام من خلال إزاحة الجيوش المعتدية لضمان عرض الاسلام على غير المسلمين دون ضغط مع عدم استهداف المدنيين من اطفال ونساء و شيوخ ورجال دين تحت اية ذريعة وتحت اي مبرر كالمعاملة بالمثل لان الاسلام وضع عدة قواعد صارمة تتعلق بحرمة النفس البشرية و المسؤولية الفردية و سنلاحظ في الفقرة الموالية كيف تم تطبيق هذه المبادئ بشكل دقيق من طرف الرسول صلى الله عليه وسلم و الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم من بعده و العلماء في وقت ساد فيه القتل بين كثير من الشعوب الاخرى دون اي اعتبار لمثل هذه القيم و الممارسات السامية كما يشهد بذلك المنصفون من الكتاب الغربيين انفسهم (لمزيد من التفاصيل, راجع دراسة الحكني 1430 : هجرية / 2009 ميلادية).

2 حرمة قتل النفس البشرية في السنة النبوية:

لقد حرص رسول الله صلى الله عليه و سلم على تطبيق تعاليم القران الكريم المنظمة للعمليات الحربية مذكرا صحابته الكرام بها قبل كل معركة او غزوة ومنبها كل من تصدر عنه ممارسات مخالفة لها بشكل صارم ضمانا لتفادي كل مس بسلامة المدنيين الابرياء و حرصا على ارواحهم. و هكذا, وكما تؤكد مراجعة ابواب الجهاد في الصحيحين و غيرهما من كتب الحديث النبوي الشريف,  فقد تعددت الاحاديث التي نهى فيها الرسول اصحابه عن قتل النساء و الصبيان ومن في حكمهم من العزل و المستضعفين كالشيوخ و المتعبدين في الصوامع و البيع.  فعلى سبيل المثال, اوصى صلى الله عليه وسلم الجيش المتّجه إلى معركة مؤتة  في شهر جمادى الاول من العام الثامن للهجرة الموافق لشهر غشت من سنة  629ميلادية, قائلاً: “‏اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سبِيلِ الله قاتِلُوا منْ كفر بِاللهِ، اغْزُوا ولا ‏تغُلُّوا، ‏ولا ‏تغْدِرُوا، ‏‏ولا ‏تمْثُلُوا، ‏ولا تقْتُلُوا ولِيدًا، أوِ امْرأةً، ولا كبِيرًا فانِيًا، ولا مُنْعزِلاً بِصوْمعةٍ” .

كما ذكر البخاري و مسلم حديث ابن عمر في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء و الصبيان و هو الامر الذي اكد عليه صلى الله عليه و سلم حين وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازيه, فأنكر ذلك قائلا صلى الله عليه و سلم “ماكانت هذه لتقاتل” (صحيح البخاري الباب 56 الخاص بالجهاد و السير:  الصفحة ;744  راجع ايضا ماجاء في السنن الكبرى للامام البيهقي تحت “باب النهي عن قصد النساء و الولدان بالقتل” 2003 :    ;الصفحتان 133-131 ) .

وتؤكد الحادثة الاخيرة حرصه الشديد عليه الصلاة و السلام على تطبيق تعاليم الاسلام المبنية على الرحمة لتفادي الاهواء اثناء الحرب و نزعات الانتقام و الافراط في القتل و يمكن التأكد من ذلك بالتذكير بموقفين رائعين صدرا عنه. يتعلق الاول بما رواه الصحابي اسامة بن زيد رضي الله عنهما  بعدما بَعَثَه  رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مهمة حربية ِالى منطقة تدعى الْحُرَقَةِ حيث هزم جيش المسلمين عدوهم ، وَلَحِقْ الصحابي وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ رَجُلاً مِنْهُمْ، فَلَمّا اقتربا منه ُ قَالَ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، فَكَفَّ الأَنْصارِيُّ عَنْهُ، وَطَعَنْهُ اسامة بِرُمْحه حَتّى قَتَلْهُ؛ فَلَمّا رجعى, بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ما صنع اسامه فأنكر عليه ذلك اي قتله الرجل بعد اعلانه الشهادة حيث جاء في رواية اسامه :

“أَقَتَلْتَهُ بَعْدَما قَالَ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، قُلْتُ كَانَ مُتَعَوِّذًا؛ فَما زَالَ يُكَرِّرُها حَتّى تَمَنَّيْتُ أَنّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ”. ففي هذه القصة, تأكيد على وجوب معاملة الإنسان بالظاهر وقبول إسلامه وعدم التشكيك في نيته مهما كانت القرائن كما يبين ذلك ماجاء في رواية اخرى حيث كان تعقيب رسول الله : “أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا”. وهو الامر الذي شق على أسامة فتمنى أنه لم يشهد تلك الوقعة حال إسلامه وإنما فعها حال كفره ثم أسلم لأن الإسلام يجب ما قبله . ولقد استوعب هذا الصحابي الشاب الدرس النبوي حيث صار اكثر حرصا على تطبيق تعاليم الاسلام في هذا الباب و اصبح كثير من الصحابة يتأسى به رضي الله عنهم اجمعين.اما القصة الثانية فجاءت في الصحيحين في روايتين عن سهل بن سعد و عن ابي هريرة رضي الله عنهما عن احد المشاركين في القتال مع المسلمين ضد المشركين حين استعجل الموت, بعد اصابته بجروح اثناء المعركة التي كان قد ابلى فيها بلاء حسنا ,فقتل نفسه حيث صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه في النار. ونستنتج من هذا الحديث النبوي عدم جواز الانتحار و بالتالي كل مايؤدي اليه كالعمليات الانتحارية التي تسمى خطا عمليات استشهادية لأنها تقوم على قتل النفس بالتفجير و بالتالي فهي محرمة مطلقا سواء كان المستهدف منها جنودا اومدنيين ابرياء .

و من جهة اخرى, اولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اهمية بالغة لقضية اتهام المسلمين لبعضهم البعض بالكفر حيث شدد على عدم اطلاق هذه التهمة الخطيرة محذرا كل من يرمي اخاه المسلم بالكفر دون دليل بين لا غبار عليه بان مصيره يوم القيامة هو النار كما جاء في الحديث الذي رواه الامام مالك عن عبد الله بن عمر رضي الله عنها ان رسول الله قال “ايما رجل قال لأخيه: كافر, باء بها احدهما “. كما خصص الامام البخاري في كتاب الفتن بابا لعرض الحديث الشريف “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم اعناق بعض” (الامام البخاري:  2002 ;ص. 1751) مما يؤكد خطورة قتل المسلم بناء على الضن و الشبهة و نوازع النفس الامارة بالسوء و الانتقام.

ولقد امتد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم الى المعاهدين حيث ذكرعبدالله ابن عمرو عنه عليه الصلاة و السلام انه قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائجة الجنة) رواه البخاري والنسائي، (من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً) و ايضا (من قتل نفساً معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها) .

3 التزام الخلفاء الراشدين ومن بعدهم بهذه المبادئ :

ولقد سار الخلفاء الراشدون من بعده عليه الصلاة و السلام على نفس النهج فقد اخرج البيهقي بسنده (السنن الكبرى جزء 9 ;الصفحة 153 :الحديث رقم 18152) عن ابي عمران الجوني ان الخليفة ابا بكر الصديق رضي الله عنه انه لما بعث يزيد بن ابي سفيان رضي الله عنه الى الشام مشى معه يشيعه وأوصاه قائلا : ” لا تقتلوا صبيا و لا امرأة و لا شيخا كبيرا و لا مريضا  ولا راهبا و لا تقطعوا مثمرا ولا تخربوا عامرا ولا تذبحوا بعيرا و لا بقرة الا لمأكل و لا تغرقوا نحلا و لا تحرقوه و لا تغدر و لا تمثل ” .ولقد رويت عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعليمات مماثلة كما ان الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه كان يذكر بأحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم في هذا الباب ( على سبيل المثال, البيهقي :السنن الكبرى جزء  9المذكور سابقا, الحديث 18154 ,الصفحة  154 ).

ولذلك اجمع العلماء كالإمام مالك و الامام الاوزاعي على تحريم  قتل النساء والصبيان بحال حتى لو تترس أهل الحرب بهم ، أو تحصنوا  بحصن أو سفينة وجعلوا معهم النساء والصبيان لم يجز رميهم ولا تحريقهم . ومن جهته, رفض الامام ابوحنيفة النعمان الشرط  الذي فرضه الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور على سكان الموصل بان دماءهم حلال في حالة ما اذا ثاروا مرة اخرى عليه. وهكذا, فبعد التغلب على ثورة السكان, جمع الخليفة الفقهاء وفيهم أبو حنيفة فقال: “أليس صح أنه عليه السلام قال:  »المؤمنون عند شروطهم «، وأهل الموصل قد شرطوا ألا يخرجوا علي وقد خرجوا على عاملي، وقد حلت لي دماؤهم?”، فقال رجل: «يدك مبسوطة عليهم، وقولك مقبول فيهم، فإن عفوت فأنت أهل العفو، وإن عاقبت فبما يستحقون»، فقال لأبي حنيفة: «ما تقول أنت يا شيخ؟ ألسنا في خلافة نبوة وبيت أمان؟»، قال: «إنهم شرطوا لك ما لا يملكونه، وشرطت عليهم ما ليس لك لأن دم المسلم لا يحل إلا بأحد معان ثلاثة، فإن أخذتهم أخذت بما لا يحل، وشرط الله أحق أن توفي به» (ابوزهرة 1947 ,  49-48:).

كما التزم بهذه التعاليم  بعدهم كثير من الحكام و لا ادل على ذلك من قصة فتح سمرقند للمرة الثالثة عام 92 هجرية/ 710 ميلادية, قبل  خلافة الملك الاموي الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله (  101-61هجرية/ 721-681 ميلادية) والتي لا نجد لها مثيلا في التاريخ الانساني كافة لما تمثله من تطبيق صادق من طرف الخليفة المذكور لقيم العدل و المساواة الرفيعة التي وضعها الاسلام حتى في زمن الحرب  بين المسلمين و غيرهم. فبعد فتح المدينة من طرف القائد قتيبة بن مسلم الباهلي  96 – 49) ه‍ / 669 – 715 م(  عقب نقض سكانها الاتفاق المبرم معهم و قتلهم حاكمهم طرخون كما جاء بتفصيل في تاريخ الطبري, كتب عامل الاقليم سليمان ابن ابي السرح الى عمر بن عبد العزيز ان اهل سمرقند يزعمون ان ” قتيبة – و كان قد توفي رحمه الله بعد عزله قي من طرف الخليفة الوليد بن عبد الملك- غدر بنا وظلمنا وأخذ بلادنا وقد أظهر الله العدل والإنصاف فائذن لنا فليفد منا وفد إلى أمير المؤمنين يشكو ظلامتنا فان كان لنا حق أعطيناه فان بنا إلى ذلك حاجة” ; حيث زعموا ان ذلك القائد لم يخيرهم بين الاسلام او اداء الجزية او القتال و يترك لهم مهلة ثلاثة ايام لاتخاذ القرار و بعدما استمع الخليفة عمر بن عبد العزيز الى الوفد الممثل لسكان المدينة كتب الى عامله :” إن أهل سمرقند قد شكوا إلى ظلما أصابهم وتحاملا من قتيبة عليهم حتى أخرجهم من أرضهم فإذا أتاك كتابي فأجلس لهم القاضى فلينظر في أمرهم فان قضى لهم فأخرجهم إلى معسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن ظهر عليهم قتيبة”; فلما حكم القاضي جميع بن حاضر الباجي بخروج جميع المسلمين من سمرقند الى معسكرهم ليتفاوضوا معهم من جديد, رضي سكان المدينة بالصلح بعدما رأوا عدل الاسلام و حاكمه مع العلم ان القائد السابق لم يغدر بهم بل تشبث بالعهد الذي كان فد ابرمه مع حاكمهم طرخون و الذي قتلوه بعد ذلك مع نقضهم العهد المبرم وهو ما جعل القائد قتيبة يطلب خروج الحاكم الجديد من المدينة وفاء للعهد المبرم مع الحاكم المغدور به من طرف السكان الذين اكثروا الشقاق و العناد (الديب :1983 67-64). فهل يمكننا المقارنة بين هذه المعاملة الانسانية لسكان سمرقند رغم ما بدر منهم و بين ما يلقاه سكان المدن التي تدخلها قوات عصابات داعش او غيرها من العصابات الارهابية كبوكو حرام بنيجيريا او الشباب بالصومال حيث ترتكب اقبح الجرائم من قتل و اختطاف /اغتصاب و نهب و ترويع الاطفال و الشيوخ?

واخيرا لا بد من الاشارة ان تاريخ الاسلام عرف ايضا تجاوزا من طرف بعض الحكام لهذه المبادئ ترتب عنه سفك دماء المعارضين لكن هذه الحالات تبقى استثناء لا يعتد به مع وجود علماء و فقهاء رفضوا هذه الممارسات و تعرضوا للادى بسبب ذلك كما هو حال الامام ابوحنيفة رحمه الله الذي سبقت الاشارة اليه اعلاه .

4 خلاصة:

يتضح من هذه التفاصيل ان الاسلام قد وضع قيودا صارمة لحماية النفس البشرية من كل ادى حيث حرم الله تعالى في القران الكريم قتل الانسان بغض النظر عن عقيدته الا في حالة الدفاع عن النفس اثناء الحرب او عند تطبيق احد الاحكام الصادرة فيمن اقر صراحة بارتكاب جريمة يعاقب عليها المشرع بالقتل (حد الزنا بالنسبة للمحصن ;القصاص من القاتل على سبيل المثال) ;وقد وضع الرسول صلى الله عليه و سلم الاطار التطبيقي لهذه النواهي الالهية عن قتل المدنيين العزل من نساء واطفال و شيوخ وغيرهم ممن لم تثبت مشاركته في اي عمل عدائي ضد المسلمين او ممن يلتزم بالعهود المعقودة مع قبيلته/دولته ,حتى يتقيد المسلمون بتلك المبادئ التي شرحها العلماء و شددوا على ضرورة الالتزام بها حقنا لدماء الابرياء و لا ادل على ذلك من الوعيد الشديد الذي وجهه الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابي اسامة بن زيد رضي الله عنهما بعدما علم رسول الله قتل الاخير لأحد المشاركين في معركة بعدما صرح بالشهادة او تنبيهه على عدم القاء تهمة الكفر دون دليل قاطع.

وعليه, يمكن القول بان كل عمليات القتل و الترهيب التي تقوم بها الجماعات التي تنسب نفسها للإسلام بل و تحاول احتكار هذا الدين دون غيرها و تستهدف المدنيين الابرياء, هي عمليات مخالفة لما جاء في القران الكريم و السنة النبوية ولما سار عليه الخلفاء الراشدون وكثير من الحكام بعدهم ممن التزموا بتوجيهات العلماء العاملين. ومن هذه العمليات على سبيل المثال لا الحصر : تفجير برجي التجارة العالميين بنيويورك بامريكا في شتنبر 2001 ;تفجيرات مدينة الدار البيضاء في ماي من عام 2003 ;تفجير خطوط و محطات القطار بمدريد و لندن ;تفجير المساجد بباكستان و السعودية والكنائس بمصر;هجمات نونبر 2015 على عدة اماكن بمدينة باريس; الهجوم على مركز تجاري و على حافلة للركاب بكينيا; عمليات اطلاق النار على المدنيين بعدة مدن امريكية كسان برناردينو و اورلندو; عمليات دهس المدنيين بالشاحنات في عدة دول اوربية منذ سنة 2016 (نيس بفرنسا, برلين بالمانيا, ستوكهلم بالسويد ولندن); اختطاف 276 طالبة بمدينة شيبوك في 14 ابريل 2014   من طرف افراد عصابة بوكو حرام   57 ) استطعن الفرار بعد ذلك و في بداية شهر شعبان 1438 /ماي 2017   تم اطلاق سراح 82 طالبة اخرى مقابل افراج الحكومة النيجيرية على عدد من سجناء هذه العصابة لديها). ويجب ايضا ذكر ممارسات اخرى لا تقل بشاعة عما سبق و يتعلق الامر باستعباد و اغتصاب عدد من النساء الازيديات بالعراق من طرف افراد عصابة داعش قبل بيعهن في سوق الرقيق . و هناك عمليات اخرى تؤكد ان الامر يتعلق بممارسات مخالفة لتلك التعاليم الاسلامية السمحة و تكفي الاشارة هنا الى قتل عامل الاغاثة ذي الاصل الامريكي بيتر كاسيغ في دجنبر 2014 من طرف عصابة داعش رغم اعتناقه للإسلام خلال فترة اعتقاله منذ فاتح اوكتوبر2013  بسوريا و التزامه بتعاليم الاسلام من صلاة و صوم واختياره لاسم عبد الرحمان حيث ينطبق على حالته ماجاء في الوعيد الذي وجهه الرسول صلى الله عليه و سلم لكل من يقتل من نطق بالشهادة .

و احب ان انبه الشباب و الشابات ان هناك كثيرا من اعمال البناء (كمساعدة الفقراء و المعوزين و الايتام في المناطق النائية او التي تعاني من نقص التجهيزات الاساسية) لا الهدم و التخريب او القتل  و التي يمكن التقرب بها الى الله مادامت اعمالا خالصة – لوجهه تعالى – و صوابا- موافقة للشريعة – كما بين ذلك الامام ابن تيمية في “الحسبة  في  الإسلام” مصداقا لما روي عن الرسول صلى الله عليه و سلم من ان خير الناس هو انفعهم للناس.

ذلك, ان الله تعالى بعث الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين (الانبياء  (107: و لم يسلطه للإرهاب و القتل كما يتضح مما سبق عرضه و من غير ذلك من الايات و الاحاديث التي تحض على الرفق و الاحسان بالإنسان و حتى بالحيوان; و على الشباب المسلم ان يعلم ان ما يزعمه بعض المتنطعين لتبرير العمليات الارهابية بما فيها العمليات الانتحارية التي تستهدف المدنيين مخالف تمام المخالفة لتعاليم الاسلام و بالتالي فليس هناك شك في ان الامر يتعلق بعمليات محرمة و كل من شارك فيها او خطط لها او رخص لها سيحاسب  عنها و يعاقب يوم العرض على الله العظيم الذي لا يخفى عليه شيء في الكون كله مصداقا لقوله عز وجل ( الانبياء: 47 ):

“وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ ”  .

وتزداد اهمية هذا التحذير نظرا لعمليات الاستقطاب التي تقوم بها هذه العصابات وخاصة داعش في الفترة الاخيرة مع توالي الهزائم التي منيت بها في كل من العراق و سوريا و ذلك من اجل تعويض القتلى عن طريق استدرار العطف وشحن مشاعر الغضب بعرض الماسي التي يتعرض لها المسلمون  لضم عناصر جديدة على شكل افراد -ذئاب منفردة-  او جماعات صغيرة وتوريطها في عمليات تستهدف المدنيين الابرياء من كل الاديان و الجنسيات في اطار حسابات سياسية مخالفة بشكل تام لتعاليم و مبادئ الاسلام المنظمة للعمل الحربي  و بناء على مفاهيم مجتزأة من سياقها من خلال منظور اقصائي لا يمت للاسلام بصلة و يتوسل بسلاح التكفير لسد الباب على  كل رأي معارض لممارساته انطلاقا من افكار مستمدة في جزء كبير منها لا من تعاليم الاسلام بل من اسوء ما كان في عقيدة حزب البعث بالعراق كما سأبين ذلك بتفصيل في مقالة لاحقة بإذن الله .

بعض المراجع  :

القران الكريم.

– البخاري, ابو عبد الله محمد بن اسماعيل ( 2002): صحيح البخاري .دار بن كثير دمشق 1944 صفحة. نسخة متاحة على الانترنيت بموقع المكتبة الوقفية:

صحيح البخاري (ط. دار ابن كثير) – المكتبة الوقفية للكتب المصورة PDF

الذي يحيل على رابط موقع archive

https://ia800200.us.archive.org/6/items/waq79565/79565.pdf

– البيهقي, أحمد بن الحسين بن علي بن موسى(2003) :السنن الكبرى ,تحقيق محمد عبد القادر عطا ,دار الكتب العلمية, الطبعة الثالثة ,الجزء التاسع, 616 صفحة

http://ia802304.us.archive.org/5/items/snnkb/skb09.pdf

الاجزاء كلها متاحة للتحميل بموقع المكتبة الوقفية  من خلال هذا الرابط  :

السنن الكبرى (سنن البيهقي الكبرى) (ط. العلمية) – المكتبة الوقفية للكتب المصورة PDF

– الحكني الأمين محمد محمود(2009 ) : التوجيهات النبوية في الجهاد ونشر الإسلام,  مجلة البحوث الإسلامية, العدد السابع والثمانون – الإصدار : من ربيع الأول إلى جمادى الآخرة لسنة 1430:  346-331 .

– ابو زهرة  محمد (1947): ابوحنيفة: حياته و عصره اراؤه و فقهه, دار الفكر العربي, الطبعة الثانية :متاحة على هذا الرابط :

https://ia600201.us.archive.org/13/items/FPabha/abha.pdf

-عبد العظيم الديب (1983) :”لماذا رؤية جديدة للتاريخ الاسلامي?”   مجلةالامة, العدد 27 ,ربيع الاول 1403 ينائر 1983 : 67-64 . المقال متاح على موقع archive :

Mqumm directory listing

 

                                             

 

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في دين وثراث
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

بودكاست أسفي اليوم | الخطاط عبد الحكيم بورضى والحديث عن تطور الخط العربي في عصر التكنولوجيا