قال العالم المغربي البروفيسور رشيد اليزمي، المخترع والباحث في مجال بطاريات الليثيوم، إن ” أول عامل أساسي لتحفيز الإبداع والابتكار هو ما أسميه بـ”الفضول الإيجابي”. يجب على الإنسان أن يتساءل باستمرار، أن يكون فضوليا تجاه الأشياء من حوله، وأن ينتبه للتفاصيل الدقيقة. فكل اختراع أو تطوير يبدأ من ملاحظة بسيطة، من سؤال ي طرح: ما الذي ينقص هذا الشيء؟ وكيف يمكن تحسينه؟ لهذا يجب أن ندرك أن كل ما نراه أمامنا من تقدم ليس إلا مجرد بداية لمراحل أخرى من الابتكار”.
وأضاف اليزمي في حوار مع ” لاماب ” أنه من الضروري أيضا أن يدرك الشباب قدرتهم على الابتكار، من خلال طرح أسئلة جوهرية من قبيل: لماذا؟ كيف؟ ومتى؟ فهذه الأسئلة تحفز التفكير وتحرك الرغبة في الفهم والتطوير. كما أن ” الشغف بالقراءة عنصر أساسي في هذا المسار، حيث يتعين على الشباب الاطلاع على الكتب والمجلات العلمية والبحثية، لما لها من دور في تغذية الخيال وتوسيع آفاق المعرفة” .
وأوضح المخترع المغربي أن ” ما يلقن في المدارس والمعاهد من تعلم اللغات والحساب وغير ذلك يشكل قاعدة معرفية ضرورية. لكن الإبداع الحقيقي غالبا ما ينبع من أشياء يتعلمها الفرد خارج أسوار المؤسسات التعليمية. ومن هنا تبرز أهمية تشجيع الشباب على الانخراط في أنشطة علمية خارج المناهج الرسمية. فعلى سبيل المثال، نحتاج اليوم لـ”دور للعلم” بالمعنى الحقيقي “.
وأبرز المتحدث أن ” البحث العلمي والابتكار في المغرب يشهد تقدما ملحوظا…وعزا ذلك لجهود كبيرة تبذلها الحكومة لدعم المعاهد البحثية وتطويرها.. مستدركا في ولكن – يضيف المتحدث – أنه ” لا بد من أن نستمر في تعزيز هذه الجهود، فالبحث العلمي يجب أن تواكبه تطبيقات عملية، وليس فقط الاكتفاء بما هو نظري. فمثلا، في المغرب لدينا تحديات كبيرة مثل مشكلة المياه والجفاف. لهذا، أرى أنه من الضروري تطوير حلول مستدامة لمعالجة مشاكل المياه من خلال إحداث معهد وطني متخصص في أبحاث المياه مثلا، خصوصا وأن المغرب يتوفر على مؤهلات كبيرة في مجال الطاقات الشمسية والريحية، بالإضافة إلى إمكانية تخزين الطاقة عبر البطاريات ” .
وقال إن ” الانتقال من الطاقة الحرارية إلى الطاقة المستدامة أمر بالغ الأهمية لمستقبلنا، ولكننا بحاجة إلى خبراء وباحثين في مجالات أخرى مرتبطة بالطاقة المتجددة، والألواح الكهروضوئية والطاقة الريحية. فهذه الميادين تتطلب تكاملا بين الهندسة والعلم …وفي ما يخص القطاع الفلاحي، أضحى من المهم تطوير تقنيات محلية لتحسين الإنتاجية والجودة، مما سيعود بالفائدة على صحة المواطنين واقتصاد البلاد.”
وفي جوابه على سؤال حول الذكاء الاصطناعي و الابتكار العلمي.. “أن هناك من يعب ر عن مخاوفه من الذكاء الاصطناعي، ويتساءل: هل هو تهديد للبشرية؟ هل سيحل محل الإنسان؟ لكنني أؤمن بأن الإنسانية بطبعها تحب الحياة، ولا تسعى إلى تدمير نفسها، بل إلى تطوير الأدوات التي تخدمها..”
وقال أيضا ” أنا شخصيا أستخدم الذكاء الاصطناعي في أبحاثي العلمية، لا سيما في مجال البطاريات، حيث أ وظفه في معالجة المعطيات وتطوير الخوارزميات. هذا يتيح لنا تقييم حالة البطارية بدقة، ومعرفة مدى قابليتها لإعادة الشحن، وتقدير عمرها الافتراضي. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل أداة فع الة لدعم البحث العلمي، وتحسين جودة المنتجات والخدمات، إذا ما است خدم بالشكل الصحيح ” .