آسفي اليوم:عبدالرحيم اكريطي
حقد دفين ذلك الذي ظل يكنه الشاب المهدي البالغ من العمر 23سنة والذي يشتغل كمساعد لخاله في مجال التجارة بمنطقة سبت جزولة البعيدة من مدينة آسفي بحوالي 26 كلم للمجتمع،من خلال تفكيره في الإنتقام من هذا الأخير،ولو تطلب الأمر الزج به في غياهب السجون.
الشاب المهدي الذي وجد نفسه بين عشية وضحاها خلف أسوار السجن المحلي لآسفي لم يجد وسيلة للانتقام من المجتمع سوى اتخاذه لقرار صعب وخطير يقضي بإضرام النار ليلا في عدد من المحلات التجارية بسبت جزولة.
فالشاب المهدي الذي ومن خلال البحث والتحقيق معه تبين على أنه يعاني مشاكل عويصة حقيقية تتمثل أساسا في الإنفصام الذي وقع بين والدته ووالده،ثم تخلي خليلته عنه،ما جعله بين نارين،وما جعله يقترف هاته الجرائم التي ستوصله إلى فقدان الحرية والعيش في زنزانة بالسجن المحلي لآسفي يصعب عليه التمتع ولو بنظرة خفيفة في وجه خليلته .
فالانتقام من المجتمع حصره الشاب المهدي في اقترافه لجرائم إضرام النار التي يعاقب عليها القانون بأقصى العقوبات والتي يتابع مقترفها جنائيا،حيث توقف تفكيره في إضرام النار في محلات تجارية ومحل لبيع العجلات المطاطية ومقهى وسكن شخصي ودار للطالبة دون أن يدرك العواقب الوخيمة التي تنتظره.
لم تدم عملية اقتراف الشاب المهدي لجرائم إضرام النار إلا ساعات قليلة حتى شلت مساء يوم الخميس الأخير عناصر الدرك الملكي بآسفي تحت الإشراف المباشر لقائد سرية الدرك بآسفي حركته عندما كان يهم باقتراف جريمة أخرى تتعلق بمحاولة إضرامه النار مرة أخرى في عجلات سيارة كانت مرابطة بسبب جزولة.
التحقيق مع المعني بالأمر من طرف الدرك الملكي أفضى إلى كون عملياته هاته كان يستعين فيها بولاعة وعلب الحليب التي تسهل عملية إيقاد النار،وأنه لجأ إلى ذلك انتقاما من المجتمع كونه يعيش تشتتا عائليا إضافة إلى حبه لفتاة تخلت عنه،كما أنه كان يتابع وسط الجماهير مختلف المعاينات التي قامت بها عناصر الدرك الملكي أثناء تفقدها لمسرح هاته الجرائم،حيث تم وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية،وبعد ذلك مثوله أمام أنظار الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي.