الأستاذ الكبير والمؤطر التربوي و الأديب الأريب مولاي عبد الرحمان الفائز في ذمة الله

381

استاذ الأجيال

معلمي ….
ذو الفضل علي وعلى اجيال من التلامذة وطالبي العلم بثانوية الحسن الثاني العتيدة بحاضرة المحيط ….
استاذنا الذي حبب إلينا الأدب العربي و متعة النهل من الأصول وينابيع المعرفة من امهات الكتب: “الكامل” للمبرد و “الشعر والشعراء” لابن قتيبة و” طبقات فحول الشعراء” لابن سلام الجمحي…
أستاذنا الذي علمنا بطريقته المثلى في التدريس وببيداغوجيته السلسة كيفيات التعاطي مع النصوص الروائية العربية وتحديدا نصوص الحكاء العربي نجيب محفوظ..اذكر هنا تحليلاته النقدية القوية والعميقة لرواية “زقاق المدق” واقتباسته التدعيمية من الثلاثية التاريخية : “عبث الأقدار” و “رادوبيس” و “كفاح طيبة ” و “ميرامار ” و “خان الخليلي” و “السراب ” وهلم جرا ..
اذكر ايضا كم كان بارعا في تقريب كتابات عباس محمود العقاد و الأعمال النقدية للدكتور طه حسين إلى أذهاننا و بالأخص نص ” في الأدب الجاهلي” وتحديدا قضية نحل الشعر ولكم كان يفيض في المقارنات الموجهة وهو يستحضر اقتباسات المستشرقين “دايفد صامويل مارغوليوث” و “كارلو ألفونسو نالينو” و “إيغناسيو جويدي” والأعمال الملحمية اليونانية مثل الإلياذة و الأوديسا ل “هوميروس / عُمَير HOMÈRE ” و” الأعمال والأيام “لهيزيود HÉSIODE وقصود ذلك تمكين المتعلمين من الانفتاح والانكباب على المصادر الأساسية التي متح منها طه حسين وهو يقلب الشعر “الجاهلي” بمعول العقلانية الديكارتية وطريقة الشك المنهجي..
أذكر ايضا كيف كان الرجل يقدم دروسه بفنية رائعة واحترافية كبيرة في الشعر العربي القديم والحديث فالمعاصر كأعمال رب السيف والقلم محمود سامي البارودي و معروف الروصافي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وبدر شاكر السياب و نازك الملائكة و فدوى طوقان وإبراهيم العيسى…..
أستاذنا مولاي عبد الفائر كان مثقفا ملتزما
نشيطا
شعلة متقدة
متوهجة
مقبلة على تربية الأجيال وإعدادهم إعدادا أدبيا تتخلله نفحات ومقولات فلسفية تجلي جدارة الرجل وتكوينه المتنوع والمتين…
معلم بإنسانية لاضديد لها …في حبه لتلامذته واقترابه منهم وحدبه عليهم جميعا وعلى هذا بادلوا حبه بحب منقطع النظير وتقديره بتقدير لايعدله إلا مكانة مربي آخر جليل هو الأستاذ سيدي إدريس بوطور رحمة الله عليه ..
لم يكن تدريس الأدب بالنسبة لمولاي عبد الرحمان الفائز مهنة
لم يكن موظفا جافا
تدريس الأدب كان عشقه….
ومتعته،
كان ولعه،
وشغف حياته حقا..
كانت مهنته هوايته ولربما هذا هو سر نجاح بيداغوجيته المدهشة التي جعلت حصصه تحظى على الدوام بحضور متنوع، و فصله محجا لعشاق الإبداع والمعرفة الأدبية..
هوايته رب مهنته، ومهنته هوايته مارسها وهو مدرس بالقسم بتفان ونكران ذات ومارسها كمؤطر تربوي خلوق وجدير بالاحترام وظل يمارسها بشغف في خلوته وقد غادر التعليم…
سنظل نحبك معلمنا الاستثنائي مولاي عبد الرحمان الفائز
رحمك الله ايها المربي الجليل
نم مطمئنا ..
وسنظل نحن طلبتك ندعو لك بالرحمة والمغفرة وان يسكنك العلي القدير الفردوس الأعلى
إنا لله وإنا إليه راجعون …

ناصر السوسي

( تلميذ سابق للمرحوم مولاي عبد الرحمان الفائز )

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في تعازي
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

تكريم فعاليات ثقافية بأسفي في اليوم العالمي للرجل