هل من إعادة الاعتبار لصناعة السفن بأسفي؟

2,642

نبيل المودن

تعتبر صناعة المراكب من الحرف القديمة في أسفي وليس هناك متحف أو ورشة لصناعة السفن للحفاظ على هذا الموروث…
وليس هناك مع الأسف  كتب ومخطوطات و متحف يجسد حكاية الإنسان المسفيوي الذي ركب البحر دون أن يرهبه..كما أن مراكبه شقت أعماق مياه المحيط كسبا للرزق،وكانت سواعدهم قبل عشرات السنين، تعمل بجد دون كلل، في ظروف صعبة لا يحتملها بشر،في بناء مراكبهم .. كما كانوا لا يعرفون الرسومات الهندسية والمعدات والتقنيات الحديثة.. وكانوا بفطرتهم والصنعة التي تعلموها منذ سنين وقرون    ..( القرطاجيين، الفنيقيين،البرتغاليين….)

( قادرين على التعامل مع مخاطر البحر، ليعودوا في النهاية ظافرين إلى أبنائهم الذين ينتظرونهم على الساحل .. وكان البحر ملاذهم الأول والأخير لا يعرفون غيره.. فلا مناص من البحر الذي كان قوتهم اليومي.
هي حرفة قديمة وأصيلة قامت في مدينة أسفي، وانطلقت إلى الموانئ المجاورة، ومنها مدينة الصويرة وأكاديروالجديدة ، التي استطاعت أن تبني لنفسها شهرة واسعة في هذا الميدان، .كانت صناعة الخشب أو القوارب التقليدية مزدهرة في مدينة أسفي ،كان العناية بهذه الصناعة أهمية كبيرة لسكان المدينة ،خاصة أن مصادر الدخل كانت منحصرة بصيد الأسماك …
و من الحرفيين المبدعين في هذه الصناعة الحرفي معلم جرموني ومعلم بوشعيب ومعلم بن هيمة…
وحالياً، تراجعت هذه الصناعة كثيراً بسبب منافسة السفن الحديثة، وارتفاع أسعار المواد الأولية، وقدم أدوات الإنتاج، ولم يبقَ من تلك الصناعة إلا صناعة مراكب الصيد الصغيرة
كما اشتهرت المدينة بصناعة  قارب خشبي تقليدي صغير،لكنه لا يبحر في أعماق البحر وإنما على الشط فقط، والأماكن القريبة من الساحل تسمى (فلوكة)

كما أن هناك أسماء وطرق لصناعة القوارب… و أساطير وحكايات قديمة التي تناقلتها الأجيال حول بناء المراكب وصيد السمك…
يجب تدوينها والمحافظة عليها من الضياع…
كما يجب فتح ورش كبير للبحث العلمي بشراكة مع الجامعات المتخصصة والتكوين المهني لتطوير هذه الصناعة…
كما أننا لم نعمل على إستثمار رحلة راع 22 ،حتى تتمكن الأجيال الصاعدة من معرفة هدا الإرث التاريخي الذي مرت به مدينة أسفي …

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في صوت الفايسبوكيين
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

بودكاست أسفي اليوم | الخطاط عبد الحكيم بورضى والحديث عن تطور الخط العربي في عصر التكنولوجيا