اتحاديو اسفي يفتحون نقاش”مدونةالاسرة”..

1,728

حنان رحاب ..جاهزون لتقديم مقترحاتنا دون انجرار لمواجهات مفتعلة..

النقيب الشقوري..الترافع حول المدونة يستلزم ذخيرة معرفية وتاريخية 

محمد دهنون

احتضنت اسفي لقاء حزبيا أطرته منظمة النساء الاتحاديات ..كان مناسبة لاعادة تعريف بالمطالب المترافع حولها من لدن الاتحاد الاشتراكي في أفق النقاش الوطني المفتوح اليوم حول المراجعة والتعديل والاصلاح المنتظر وصوله للمتن القانوني المحتضن لخارطة القواعد القانونية الحاكمة والمؤطرة للاسرة ..

مدونة الاسرة في صلب النقاش العمومي مرة أخرى ..لايتعلق الامر بالحذف والتعديل..الاصلاح والتقويم .. بل بالمراجعة الشاملة وفق رؤية تقدم تصورا جديدا يتقاطع مع المستجدات المجتمعية ويتجاوز الاعطاب والنواقص المسجلة التي بينتها الممارسة العملية ..

تلك هي الفكرة الجامعة التي توجه مرافعة نساء الاتحاد الاشتراكي في سعيهم النضالي الناضج لتغيير القوالب الجامدة في روح وفلسفة القانون المؤطر لبنية الاسرة المغربية وتعبيراتها الموازية التي تستقر في ثنائية الرجل والمرأة ..الطفل والوالدين ..لعل النقاش الذي دشنته منظمة النساء الاتحاديات بالنزول والاحتكاك المباشر مع مختلف التعبيرات المدنية يدل على مركزية الفكرة الحداثية في الثقافة التنظيمية للحزب ..هذه هي المقدمات الموضوعية التي حاولت المداخلات تبريزها في لقاء أسفي المنظم حول موضوع “مدونة الاسرة ” الذي يعرف تقاطبات وتجاذبات بعضها أعلن عن نفسه والاخرون خامدون ؟؟..

المعارضة الاتحادية لن تنجر إلى ذلك , ولن نسهل لاحد الاستثمار في نقاش سياسوي …تتحدث  رحاب الكاتبة الوطنية للنساء الاتحاديات وهي تفتتح  ندوة اسفي التي شارك فيها باحثون أكاديميون وقانونيون وحقوقيون ..في محاولة لتقليب والتعرية عن الاسئلة الموجعة  والموانع المفرملة لاي تطور مجتمعي الذي مبتدؤه ومستقره الاسرة …

التحليل الرصين كان مقسما بحرفية بين الوجوه التي اعتلت المنصة ..التأصيل لسياقات التغيير منذ زمن مدونة الاحوال الشخصية ومارافقها دائما من نقاشات متنورة وأخرى محافظة..بين زمن سياسي يقدم قراءة محتقنة ومرحلة أخرى ينتصر فيها الجمود على التغيير الهادئ المساوق لجديد المسار المجتمعي …ثم إن النقاش حول قانون الاسرة يكاد يشبه عند البعض قضية الصحراء ..يريدون الادلاء بالرأي وهم غير مسلحين بالمعطيات والذخيرة المعرفية …فالامر في نهاية المطاف يستلزم قدرا من الاطلاع والتمكن  لبناء مرافعة مفحمة للخصم والصديق ..بعيدا عن الادلجة والتنابز الفقهي غير المؤسس له ..يخلص النقيب امحمد الشقوري واحد من الحقوقيين والمناضلين الذي واكبوا فكرة التغيير والصراع من اجل الدمقرطة والتحديث وكان دوما في صلب معركة المواجهة مع النكوصية والاستبداد الديني ..

المسألة غير مرتبطة لدينا بمن سينتصر على من ولامن سيحوز نقاطا ضد الاخر المتقوقع المحافظ الذي يستفيد من الجمود …قضيتنا أكبر من هذا ولانود ولافي أجندتنا افتعال مواجهات تلهينا عن توضيح رؤيتنا للمراجعة المنتظرة للمدونة..لدينا مذكرة شبه جاهزة تقدم مقترحات من الديباجة إلى المادة الاربعمائة  في النص الحالي ..ومانزال نواصل جولتنا في مدننا وقرانا ومداشرنا بغاية الوصول لتجميع أكبر عدد من المقترحات لتعضيد مسودة تعديلاتنا ..نحن ننصت ..نتفاعل ..نناقش ..نختلف ..لكن هدفنا الترافع حول مدونة عصرية تقطع مع شوائب وتناقضات وعثرات وفجوات عشرين سنة تقريبا من الممارسة  التي بينت للجميع الضرورة القصوى للتغيير والمراجعة ..تعود حنان رحاب في نفس اللقاء لبت الرسائل المفترض قولها وتوضيحها لكل من يعنيه الامر ..

باقي المداخلات  توزعت بين الربط التاريخي لمجريات الاحداث وتعاقب النقاشات الوطنية سواء في  الاحوال الشخصية أو الانتقال للمدونة وإخراج السؤال الحقوقي من جبة الديني ..بل الفصل بينهما حتى لايسرط الثاني الاول باسم المقاصد والقراءات التأويلية المنغلقة ..إلى حديث عن الوظائف والحقوق الاصيلة للمرأة والطفل والاسرة في التشريعات الدولية والوطنية …

القاعة والحضور النوعي المهتم  أدلى بدلوه وقدم انتقادات  هاجسها وتخوفها  الوحيد العودة للمواجهات العقيمة التي عرفت بتيار الرباط  وتيار كازابلانكا بدل الانكباب على إصلاح ماتبين ضعفه أو قصوره في الوثيقة الحالية ..

كان لقاء بنفس تقدمي حضر فيه النقاش الهادىء والانصات المتبادل في أمسية افتقدتها المدينة لمدة طويلة كما افتقدت تلك الوجوه الملمومة تحت خيمة الاتحاد الاشتراكي لمناقشة قضايا الوطن …

 

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في سياسة
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

تكريم فعاليات ثقافية بأسفي في اليوم العالمي للرجل