خواطر : رحم الله الأستاذ والمناضل الحقوقي أحمد الشبيكي

2,498

إدريس بوطور 

زوال هذا اليوم   الجمعة وأنا أتصفح لائحة الاشعارات notifications , والتي أتواصل من خلالها مع من تجمعني معهن/ معهم آصرة هذا الفضاء الجميل على الفايسبوك ، ألفيت بينها إشعارا يقول :
Ahmed Achbiki fête son anniversaire aujourd’hui , fêtez-le avec lui
( أحمد أشبيكي يحتفل اليوم بعيد ميلاده ، احتفلوا معه بهذه المناسبة ) .

الواقع أن هذا الإشعار كان أشد وقعا وألما على وجداني أكثر من تلقي خبر وفاة الأستاذ أحمد أشبيكي يوم 23 شتنبر 2016. فبالنسبة لإدارة الفيسبوك ، ما دام الحساب مفتوحا فإن صاحبه ما زال حيا يرزق ، وعندما تصل ذكرى يوم مولده فإنها تخبر أصدقاءه وتشعرهم بهذه المناسبة كي يتم التواصل وارسال رسائل التهاني الى المعني بالأمر . وذلك ما حصل اليوم على صفحة الراحل احمد اشبيكي حيث تلقت وما زالت تتلقى الرسائل بهذه المناسبة ، ولكنها هذه المرة رسائل بطعم خاص ،فكلها تبتهل الى الله عز وجل أن يشمل الفقيد بالرحمة والمغفرة ، وليس هناك اجمل من الرحمة والمغفرة لكل إنسان سواء من ما زال على قيد الحياة أو من غادرنا الى دار البقاء .

لقد رحل عنا الأستاذ اشبيكي الى دار البقاء يوم 23 شتنبر 2016 بعد معاناته مع مرض عضال لم ينفع معه علاج ، ولو قدر له أن يعيش إلى هذا اليوم لاحتفل مع أصدقائه بعيد ميلاده السادس والخمسين ، لكن لكل أجل كتاب ، وتلك إرادة الله ولا راد لقضائه .  فلنجعل الاحتفال اليوم بعيد ميلاد الراحل سي احمد اشبيكي وقفة تأملية لتقييم هذه الحياة التي لا توجد فيها حقيقة مطلقة باستثناء حقيقة الموت ، ويقين الرحيل . وما دام كل إنسان مهما طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول – كما جاء في قصيدة كعب بن زهير “بانت سعاد ” – فلماذا لا نملأ حياتنا القصيرة بنشر المحبة وإفشاء السلام والوئام ، ونبذ الكراهية والضغينة ، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى العلاقات الإنسانية الدولية ؟! ما دام الموت يتربص بنا الدوائر ، لماذا لا نجعل من حياتنا سيمفونية سعيدة فرحة جذلى بكل ما هو جميل ؟! .

وأختم هذه الخواطر بالابتهال الى الله عز وجل أن يجدد شآبيب رحمته وشامل مغفرته على روح الفقيد العزيز احمد اشبيكي إنه سميع مجيب.

 

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في دين وثراث
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

تكريم فعاليات ثقافية بأسفي في اليوم العالمي للرجل