توصلت برسائل كثيرة عبر الواتساب والفايسبوك والبريد الإلكتروني يطلب منا أصحابها توضيحا حول شائعة الشعرية الصينية المصنوعة من البلاستك، ونشكر المواطن المغربي أين ما وجد على ثقته بمصداقية محمد فائد، ولن نتخلى عنكم رغم الثمن الغالي الذي أديته من أجلكم أيها المغاربة.
انتظرت احتراما، وليس خوفا، أن تصدر الجهات المعنية بالأمر بيانا تخبر فيه المغاربة بحقيقة هذه الإشاعة، لكن مع الأسف لم أر شيئا، ولم أجد بدا من الإدلاء بهذا البيان.
لا يمكن أن يكون الخبر صحيحا، ولا يمكن أن تسوق شعرية مصنوعة من البلاستك، لأن الشعرية الصينية تصنع من الرز أو البطاطس أو بعض القطاني، لكن الصناع يفضلون الرز والبطاطس لأن نسبة النشا Starch مرتفعة، ولون النشا أبيض وهو لون هذه الشعرية التي تصنع حسب أسلوب بسيط جدا، ولا زالت تهيأ بالطريقة التقليدية في بعض البلدان الأسيوية، وقد تصنع بالتقنيات الحديثة، وهي في كلتي الحالتين تستدعي معدات لضغط العجين لكي يأخذ شكل الخيوط بحجم رقيق أو سميك تماما كما تصنع الشعرية العادية، وبما أن عجين الرز لا يكون متماسكا، لأنه لا يحتوي على الكلوتن الذي يشد العجين، فإن إضافة مواد تساعد على تماسك العجين محتملة وواردة، لأن هناك أساليب مسجلة تستعمل الجيلاتين، وقد تضاف بعض الدهون كالزيوت لترطيب العجين وكذلك لتفادي الالتصاق.
إن إجراء تجربة بحرق الشعرية ليست كافية لمعرفة وجود البلاستك بالمنتوج، فهناك معدات مخبرية وتحاليل كيماوية لمعرفة وجود أثر البلاستك بالمادة أم لا. والرائحة التي ظن الناس أنها رائحة البلاستك فهي ليست رائحة البلاستك وإنما بعض المضافات التي ربما تعطي رائحة التأكسد عند الاحتراق، ويظن الناس أنها بلاستك، وقد يشمها الناس في احتراق بعض الخبائز والبسكويتات. وربما يكون هناك غش لبعض أنواع المنتوجات لكن أن يكون أصلا مصنعا من البلاستك فأمر غير وارد.
مرة أخرى شكري وامتناني لكل المغاربة الذين أصبحوا، حسب شهادتهم، لا يثقون في أحد، وقد أخذت على نفسي ألا أتخلى عنكم والله رقيب بيننا أيها الأحرار.