“إننا نمارس السياسة، ولكن نمارسها بأخلاق، أما من طبعوا لعقود مع الفساد، فلا أخلاق لهم ولا سياسة لأنهم احترفوا الانتخابات، وجعلها حرفة لهم”.
هذا جزء من مقالة للأستاذ رشيد صابر، المحامي بهيأة الدار البيضاء، ومرشح الاحرار خلال الانتخابات الحزئية التي جرت بآسفي، إذ عرى رشيد صابر، سوْأة بعض سياسيي آسفي.. إليكم المقالة كاملة كما كتبها رشيد صابر.
“علم السياسة كما فهمه العالم، وكما درسناه في الجامعات يختلف شكلا ومضمونا عما جرى به العمل عند محترفي السياسة، أو بالأحرى الانتخابات، فصاروا من خلال أساليب دنيئة، يتحكمون في زمام لعبة الانتخابات من اولها الى اخرها.
فالسياسي الجديد المشبع بالافكار النظيفة الطاهرة، التي تحاول رغم الاكراهات، ان تتحدى الصعاب والعراقيل وتجتهد من اجل المساهمة في تغيير ، احوال الناس، ووضع المجال، الى الاحسن، سرعان ما يصطدم بواقع سياسي عفن مقيت، تتحكم فيه لوبيات راسخة، خبرت المكر السياسي من ابوابه الواسعة، ولا يمكن باي حال ان تفرط في موقعها الذهبي، ولا في مناصبها السامية المتعددة، مهما كلفها ذلك من ثمن. وبالتالي، لن يكون هناك اي حظ لمن لا ترضى عليه، او لا يتوافق برنامجه الطموح مع اجنداتها الخبيثة.
فهذه العينة الفاسدة المتجذرة بإقليم اسفي، هي بمثابة اخطبوط ضخم، يلقي باذرعه المسمومة في كل الاتجاهات، ليحرم كل سياسي جديد غيور على اهله وبلدته، من الوصول الى مواقع القرار، حتى لاينافسهم، او بالاحرى، حتى لا يبرز حجم فسادهم الطافح، من خلال الخير العميم الذي حتما سيجلبه للناس عبر اصراره وعزمه ونواياه الحسنة.
إننا نمارس السياسة، ولكن نمارسها بأخلاق، كما قال عبد الرحيم بوعبيد رحمه الله، أما من طبعوا لعقود مع الفساد، فلا أخلاق لهم ولا سياسة لأنهم احترفوا الانتخابات، وجعلها حرفة لهم.
فيا اسفاه على اسفي، هذه المدينة التي تنافح الزمان عمرا، ومع ذلك لم تجد من ينصفها من ابنائها العاقين، الذين اتقنوا العبث بثرواتها بحرا وبرا، ولم يفكروا لحظة في رد جميلها، ولو بنية حسنة، تنقد اهلها من الحاجة، وتخرج مجالها من التخلف. بل وقف بعضهم حجر عثرة ضد كل من سولت له نفسه ان يضحي
بوقته وعمره ليقدم صالحا لهذا الاقليم العزيز. فلا مجال للتغير بمدينتنا الغالية من دون زلزال عنيف، يكشف اوراق العبث، ويمهد الطريق لمن يريد الاشتغال بضمير.
الآن والان فقط، اكتشفت سبب توقف عجلة التنمية بالإقليم، وكيف أن شرذمة مستعدة لبيع الماضي والحاضر والمستقبل، لتظل جاثمة على المؤسسات المنتخبة بهذا الاقليم… لكن ذلك لن يثنيني عن مواصلة عشقي الابدي لقبيلتي وساكنة الاقليم، في أفق استئصال هذا الورم الخبيث..
اللهم اشهد اني قد بلغت.
امضاء: الاستاذ رشيد صابر
رئيس جماعة لبخاتي
وعضو المجلس الاقليمي
