المجلس التنظيمي الإقليمي في اسفي …
ملال.. حكومة “رجال الأعمال” فاشلة اقتصاديا وسياسيا…
السعيدي..هناك من يريد نقابات وأحزابا ضعيفة ..
كريم …التنظيم الجهوي في حاجة لمناضلي أسفي …
..محمد دهنون
لحظة فارقة مشحونة بنوستالجيا نضالية وتاريخية عاشها الاتحاديون نهاية الاسبوع الماضي في اسفي..لعل المحاولة التنظيمية التي دفعت بها القيادة السياسية للحزب أعطت نتيجتها… …من كل الفراغ الذي لم يسبق أن عاشه اليسار في اسفي منذ الاستقلال …كان من الصعب التعايش مع فكرة غياب حزب تقدمي اسمه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في مدينة ظلت تعطي وتقدم وتجيب على كل الاشكالات المطروحة في الحياة السياسية والنقابية المغربية ..ولم يكن من المستساغ لدى المناضلين حتى من خارج الحزب “تصفية” تنظيم تاريخي شكل مدرسة ورافدا حقيقيا للجميع .. هذه هي الفكرة التي فرضت نفسها في اللمة التنظيمية التي أطر نقاشها عضو المكتب السياسي محمد ملال ..
كلنا نتحمل مسؤولية ماوقع للحزب في اسفي ..تنظيمات أفقية وعمودية ولاحاجة لاستدعاء الجراح القديمة …نحن أبناء اليوم وسنعمل على بناء التنظيم من جديد وإعطاء نفس حقيقي لعمل الحزب في هذه المدينة التي تملك تراكما نضاليا وإرثا كبيرا يستحق الاحترام ..يفتتح عضو القيادة السياسية للحزب محمد ملال كلمته التي حاولت تأطير النقاش الذي سبق وضع مداخل إخراج لجنة تحضيرية للمؤتمر الاقليمي المزمع عقده في اسفي ربيع أبريل هذه السنة..
نحن لانرى الاتحاد متقوقعا على نفسه ..بل من مخرجات المؤتمر الاخير تهييئ شروط انفتاح حقيقي على الكفاءات والأطر المؤمنة بمشروع الاتحاد الاشتراكي المتجدد على الدوام في علاقته بقضايا البلاد ..فالنضال الميداني والتواجد في المجال العمومي و الإنجاز هي المعايير التي نحتاجها في ثقافة القرب متشوفين إلى المستقبل ..خاصة أن المغرب لديه رهانات وأمامه تحديات داخلية وخارجية وفي هذا السياق لابد للحزب والأداة التنظيمية أن تكون في لياقة لائقة ..يواصل ملال بسطه لأهم الأفكار التي يجب أن ينتبه لها مناضلو الاتحاد قديمهم وجديدهم …
لعل الأداء الحكومي والتغول الذي تقوده حكومة رجال الاعمال برداءة وبشاعة في التواصل مع الرأي العام والاستخفاف الواضحة معالمه في التعامل مع الفرقاء السياسيين وبالخصوص المعارضة ..كان له نصيب من تحليل ملال ..الذي شرح أن هذه الحكومة أبانت عن سلوكها الانفرادي والاستعلائي في أي نقاش أو اختلاف حول تدبير قضايا السياسات العمومية ..الامر واضح في طريقة إخراج القوانين والمصادقة عليها …دائما الاستنجاد بعقلية الأغلبية العددية ومنطق الحزب الأغلبي الذي يقصي كل صوت معارض ويعتبره عدوا للحكومة ..فلا الناس المتواجدين على سدة تدبير الشأن العام يراعون الأعراف السياسية المتراكمة على مدى عقود من احترام للأدوار الدستورية للمعارضة ..ولاحين يعودون إلى مواقع التدبير الحزبي يؤمنون بالاختلاف وثقافة الحوار …فعلا كان مصيبا الكاتب الاول للحزب عندما وصف التحالف الثلاثي بالتغول الحكومي في بداية التجربة الحالية التي تشارف نهايتها دون النظر إلى المؤشرات والارقام التي تصدر عن المؤسسات الوطنية المختصة في الرصد والدراسة والحكامة … يفصل عضو المكتب السياسي في هذا السياق …
الحكومة الحالية لاترى سوى رأسها ولاتنصت إلا لصوتها حتى ولو بدا مبحوحا غير مقنع أمام وضع اجتماعي ملتهب ومجتمع مغربي متوتر بسبب الغلاء والبطالة …هم لايقبلون ويعترضون ويعرضون بالارقام والتقارير التي تضعها المؤسسات الوطنية ذات الصلة كالمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومندوبية التخطيط وبنك المغرب ..وبهكذا منطق غير السياسي لم يقرأوا كسلطة تنفيذية خلاصات ونتائج الاحصاء الوطني للسكان ..الذي كان يستدعي من ضمن متغيرات مطلوبة …إعادة النظر في قانون المالية والبرنامج الجكومي …لكن على من تحكي زابورك ياداوود…..لاأذن صاغية ولامنطق حكومي يستحضر المصلحة الوطنية …رئيس البرلمان يخون النقابات و يضرب بالوثيقة الدستورية عرض حائطه ..في دوس تام لوظائف المعارضة الدستورية والقانونية ..منهيا عرضه المقتضب ..محمد ملال باسم المكتب السياسي ..
عبد الصادق السعيدي عضو المكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل وعضو فريق العمل المكلف من المكتب السياسي بإعادة هيكلة التنظيم ..ركز في كلمته القصيرة والمليئة بالاشارات الدالة ..أن الشعار المفروض اعتناقه وتنزيله في هذه المرحلة التنظيمية الدقيقة..هو التنظيم أولا وثانيا والتنظيم ثالثا..فاللحظة صعبة وطنيا وتتطلب تضحيات ولابد أن نكون مهيئين لذلك ..وضعنا السياسي مأزوم ..جدلية النقابي والسياسي استعادت وجاهتها بعد خفوت فكري وثقافي للمفهوم والفكرة الاستراتيجية التي نظر لها الرواد في العمل السياسي والنقابي …واليوم أمام مانشهده من تراجعات على المستوى الاجتماعي وتقهقر دور الدولة الاجتماعية لصالح أدوار الدولة الحارسة.. ينبئ الأمر بأزمة كبيرة بدأت ملامحها في التجلي ..ومن هنا لابد للنقابة أن تلعب دورها والحزب كذلك مطالب بالتواجد في معمعان الاسئلة الحارقة لبلدنا ..فهنالك من يريد نقابات وأحزابا ضعيفة وانحسارا لأدوارها ووظائفها التاريخية والدستورية …نحتاج لتنازلات في بناء بيتنا الحزبي في اسفي ..ونحتاج لتذويب ذواتنا في المشروع الاتحادي …فالأهم من كل خلافاتنا هي مصلحة الوطن والاجيال القادمة هذا هو دورنا الأصيل في مسارنا النضالي ..يغلق القوس عبد الصادق السعيدي …
عبد السلام بكير الكاتب الجهوي للحزب قال في معرض تدخله أمام المجلس الاقليمي التنظيمي ..إن اسفي لاتستحق ماحدث لها ..ولابد من التشمير على السواعد لاستعادة مكانتها ضمن المعادلة الجهوية ..إذ من غير المقبول غياب مناضليها واتحاديو اسفي عن لعب أدوارهم الموكولة لهم ..بل يجب تجاوز هذا العبث في أفق استعادة دورها ..في مناخ داخلي للحزب لا يقصى فيه أحد وكل مؤمن بالفكرة الاتحادية مكانه محجوز ومضمون ..لدينا أولويات ليست الانتخابات فقط إحداها ..بل العمل السياسي يحتاج لنفس جديد وقدرة اقتراحية ليست بغريبة على أبناء الاتحاد ..
المجلس الاقليمي التنظيمي انتخب الحاج حراف ومنير الشرقي ..الأول رئيسا للجنة التحضيرية والثاني مقررا لها ..للتهييء لمؤتمر إقليمي يجمع شتات الاتحاديين ولايقصي أحدا ويجعل الاتحاد الاشتراكي داخل المعادلة السياسية للمدينة.. فالمهم الذي يجب التقاطه وكان من بين مداخل التعطيب والتأزيم هو إيجاد توليفة بين الالة الانتخابية والتنظيم الحزبي …وتلك كانت جزء من الرسائل المحلية التي أخذ المكتب السياسي بها علما