مازالت فضيحة التحرش بنزيلات مركز دعم و إدماج النساء والأطفال في وضعية صعبة بأسفي ، تستأثر بإهتمام الرأي العام المحلي ، في إنتظار ما ستسفر عنه التحقيقات التي تباشرها حاليا الضابطة القضائية ، حيث يتوقع أن تفجر الكثير من المفاجآت و المفارقات.
بعد شيوع خبر الفضيحة تحركت جهات في محاولة لدفنها ، إلا أن الكل تفاجأ بموقع “أسفي اليوم” وهو ينشر بلاغ الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب ،فرع أسفي ، كاشفا “فضيحة التحرش الجنسي بنزيلات المركز “، ومحملا ” من جهة عمالة أسفي مسؤولية تفويت المركز لجهة مقربة ، ومن جهة اخرى مندوبية التعاون الوطني التي لجأت إلى صمت القبور ولم تتخذ أي إجراء بغرض احتواء الفضيحة “.. و مشيرا في الان ذاته لدخول الفرع على الخط وتنصيب نفسه كطرف للدفاع عن حقوق النزيلات .
وما كاد البلاغ ينشر على الصحيفة المذكورة حتى انتشر الخبر كالهشيم في النار. وصارت الفضيحة حديث العام والخاص بأسفي . و أمام فجاجة المشهد وفداحته ، الذي لم يعد فيه الصمت يجدي والوساطات لم تفلح ، بدأت تتوالى بلاغات وبيانات الهيئات والجمعيات الحقوقية بأسفي ، الواحدة تلو الأخرى ، وفي هذا السياق توصل موقع ” أسفي اليوم ” برسالة وجهها المرصد المغربي للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات بأسفي ، إلى عامل مدينة أسفي ، يدعوه فيها إلى سحب تسيير المركز من مسؤوله الحالي الذي يوجد في قلب الجدل ، واستنكر البيان محاولة طمس القضية عن طريق شراء الأقلام المأجورة التي أصيبت بالخرس .
من جهتها الجمعية الحقوقية “ماتقيش كرامتي ” انتقدت عبثية زاوية المعالجة الاعلامية لبطل الفضيحة وخروجه في بث مباشر زاد الطين بلة كما لاحظ جزء غير يسير من المتتبعين ، المدير قال في هذه المقابلة ..انه “يبيت في المركز وله غرفة خاصة ووظف أقاربه وزاد على ان مشاكل خطيرة تقع في المركز من قبيل نزيلة لها صور مخلة بالآداب في هاتفها وان صراعات ومشاكل من العيار الثقيل وقعت في المركز الذي لم يمر على إنشائه سوى تسعة أشهر . كما اعتبرت الجمعية ” ما تقيش كرامتي ” في رسالة توصلت الجريدة بنسخة منها ، المسؤولية في فضيحة التحرش الجنسي ، جماعية وليست فردية ، تبتدئ من الجهة التي عينت المهتم مسؤولا عن تسيير المركز . وهي تدري أن “بطل الفضيحة له مشاكل عائلية” .
بيت القصيد هنا، أن إنشاء مركز دعم و إدماج النساء والأطفال في وضعية صعبة بأسفي ، واخراجه الى حيز الوجود جاء نتيجة مجهود جبار ، اعتبرته الساكنة مكسبا للمدينة ، و قد ظل مشروع احداث هذا المركز حلم يراود ساكنة اسفي ..
للتذكير فإن الجمعية النسائية لمناهضة العنف ضد النساء باسفي ، ناضلت لمدة ربع قرن مند سنة 2003 من اجل احداث هذا المركز ، وذهب مجهودها ادراج الرياح بعد أن تم فتح مركز الايواء وتم تكليف نساء مؤهلات ..وكانت الجمعية أعدت ملفا كاملا في الموضوع واتصلت بالوزارة الوصية ، وعقدت اجتماعا خاصا مع المجموعة الحضرية لكن المشروع تم إجهاضه رغم تطوع محسنين بامداد المركز بمقر مؤقت ، وظل المشروع حبيس الرفوف لاعتبارات غير موضوعية ، حتى تم إخراجه بهذه الصيغة المعيبة إلى حيز الوجود مؤخرا . …
في الاخير نقول وبالقول الدارج و الطريف ..لما أصبح بيضة مقشرة جاهزة ، وبطريقة حسي مسي تم تفويته ، ما تعرفش كيفاش تعطى و كأن طائر الرخ أطبق عليه بمخالبه وطار به .