خلص يوم دراسي نظم السبت 17 يونيو بأسفي حول موضوع “أي دور للمجتمع المدني في تنفيذ توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس للحفاظ على التراث وتثمينه”، إلى وصف التجربة المغربية بشأن الحفاظ على التراث وتثمينه، ب”التاريخية والمتفردة والغنية”، بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والاهتمام الخاص الذي يوليه جلالته لهذا المكون المحوري من الهوية الوطنية.
وشارك في هذا اللقاء العلمي، الذي نظمته (جمعية ذاكرة آسفي)، والكلية متعددة التخصصات بهذه المدينة، و(ائتلاف ذاكرة المغرب)، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ثلة من المسؤولين، والجامعيين، والخبراء، والباحثين، والمفكرين، والفاعلين الجمعويين المهتمين بالحفاظ على التراث وتثمينه.
وأكد مدير التراث الثقافي بقطاع الثقافة، يوسف خيارة، أن هذا اليوم الدراسي يأتي لتسليط الضوء على البرامج الملكية الخاصة بتثمين الحواضر العتيقة في المغرب، وإبراز الرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا المجال، مضيفا أنها رؤية متكاملة تشمل عدة أبعاد، اقتصادية، واجتماعية وثقافية.
وقال إن تنظيم هذا اليوم الدراسي يأتي أيضا لإبراز الدور الذي يضطلع به المجتمع المدني في تنزيل هذه الرؤية، ومساهمته إلى جانب كل الفاعلين، في ترجمة الرؤية الملكية السامية على أرض الواقع، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يصادف انتهاء مجموعة من البرامج، والتي مكنت من إنقاذ ورد الاعتبار للنسيج العتيق في المدن التاريخية للمملكة.
وأبدى الرئيس المنتدب لجمعية ذاكرة آسفي، المكي ڭوان، ارتياحه لاختيار الكلية متعددة التخصصات لاحتضان أشغال هذا النشاط، مشيرا إلى أنه ينبع من “إيماننا العميق بضرورة انفتاح الجامعة على محيطها، وأن التعليم بمختلف مستوياته يجب أن يكون في صلب أي اهتمام أو أي استراتيجية وطنية للمحافظة على التراث”.
وقال إن “هذا إيمان راسخ نتمنى أن نصل إليه، لأن هناك نظرة شاملة لموضوع التراث مبنية على الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث نرى اليوم ما وصلت إليه عدد من المدن بعد تأهيلها وأصبحت بالفعل رافعة اقتصادية وتنموية”.
وذكر، في هذا الاتجاه، باتفاقية الشراكة الموقعة بين جمعية ذاكرة آسفي والكلية منذ سنوات، مضيفا “نساهم من خلال هذه الشراكة بما لدينا من تجربة لتأطير بعض الطلبة في ما يتعلق بالحفاظ على الذاكرة في هذه المدينة”.
من جانبها، قالت عميدة الكلية متعددة التخصصات بآسفي، الزوهرة الرامي، إن تنظيم هذا اليوم الدراسي يعد مناسبة لإعمال نقاش علمي جاد وعميق حول دور المجتمع المدني في الحفاظ على التراث الثقافي، ولتعزيز الروابط بين مختلف الشركاء والفاعلين القطاعيين وأفراد المجتمع المدني، من أجل تبادل مثمر للرؤى والمقترحات.
وسجلت أن “حماية التراث الثقافي كانت دوما في صلب الاهتمام الخاص لجلالة الملك، مما مكن المملكة من التوفر على تجربة غنية وغير مسبوقة كما يتمثل في عدد من المشاريع والمبادرات التي تم إطلاقها على المستوى القانوني، الأصيل في السياسة الثقافية لبلدنا، في أبعادها الوطنية والدولية “.
وتم إلقاء عرض مستفيض من طرف المهندسة المكلفة بالتراث بوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، دليلة أقديم، حول برنامج إعادة تأهيل وتثمين مدينة طنجة.
واطلع المشاركون على عدة مشاريع تتعلق بإعادة تأهيل وتثمين عدد من الحواضر العريقة بالمملكة.
وتوزعت أشغال اللقاء على ثلاثة محاور، هي “الحفاظ على التراث وتثمينه من خلال رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، و”دور المجتمع المدني في تنزيل الرؤية الملكية لتثمين التراث”، و”تقاسم التجارب بين الجمعيات العاملة في هذا المجال”.
وتوجت أشغال هذا اليوم الدراسي باعتماد حزمة من التوصيات، تسير في اتجاه تعزيز دور المجتمع المدني وإشراكه في حماية وتثمين تراث المملكة.