الإعلامي محمد دهنون يكتب عن ” بلوكاج البلدية ” بأسفي

3,380

توصلنا من الزميل محمد دهنون عضو هيئة تحرير جريدة “الاتحاد الاشتراكي”..ورئيس فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بهذه الورقة  وفيها وجهة نظر حول النزاع الدائر في بلدية اسفي …

بشأن “بلوكاج” البلدية ..

 المخرج سياسي بيد الاحزاب وليس حلا  عدديا …

كتب محمد دهنون

يعيش مجلس أسفي منذ أسابيع  انحباسا واضحا  في التواصل والتدبير بين مكوناته المنتمية لحساسيات متناقضة ومتضاربة في المنطلقات .. التصورات والغايات .. سياسيا وإنسانيا ..

المهتم الذي يحاول القبض على أسباب وخلفيات هذه المواجهة المفتوحة بين أعضائه لن يجد سوى كلاما متناثرا على طوار الجدال الذي تغذيه مراجع وأصابع لاتظهر بالضرورة على ركح الاحداث ..وهذا ليس بالامر الجديد أو غير المسبوق …طالما كان الصراع …يكون الشيطان مختفيا في تفاصيله …هكذا علمتنا الاحداث التاريخية …

 

مناهضو الرئيس يدفعون بحجج قد تبدو موضوعية للوهلة الاولى ,خصوصا وأن الجهة المعارضة التي تطالب بعزل الرئيس وعقد دورة استثنائية مكونة من نواب للرئيس ومستشارين اخرين يشكلون أغلبية واضحة ..من بين الحجج التي يعضدون بها طرحهم  ..هو أن الرئيس شخص استبدادي ..منغلق ..يحتكر ويجمع السلطات التدبيرية بين يديه ..ولايترك للنواب سوى بضع  اختصاصات يتيمة غير مجدية من قبيل الرخص العادية التي يعتبرونها “سقط متاع ” تمس بصورتهم أمام الرأي العام المحلي وناس المدينة ..فهم لايستطيعون حل مشاكل الساكنة حسبهم ..وهم محرجون ويبدون عديمي الفائدة …مزيان ..هذه بتركيز دفوعات “المعارضة” من داخل الاغلبية ..؟؟..

مشايعو الرئيس يعتبرون أن هذه الفرملة مقصودة وأن الاغلبية المعارضة إنما تبحث في جزء كبير منها عن مصالح خاصة وتريد الانفراد بالملفات الكبرى في التعمير والصفقات وأشياء أخرى …وأن الرئيس أغلق الصنبور وضيق الخناق على من يعتبر البلدية “محلبة” تذر الوجاهة الاجتماعية والاغتناء والتسلق السياسي غير المشروع ..

مرة أخرى  ..مزيان .. في كل التجارب التمثيلية التي عرفتها أسفي لم يصل الامر إلى هذا الوضع الذي تعيشه البلدية اليوم ..ترى ..ماهي الاسباب الوجيهة لما يحدث الان وما العمل لتجاوز هذا “البلوكاج”  التدبيري ….؟؟؟

لنتفق أولا ..على أن هذه”النخبة” التي وصلت لسدة التسيير المحلي ..في جلها الأعم.. ينقصها الشيئ الكثير ..تكوين سياسي رصين ,  غياب ثقافة الاختلاف وتدبير الخلاف والصراع الذي له أيضا مخارج ومخرجات ..

ثانيا ..القبول بالاخر والتعايش معه داخل منظومة تمثيلية وسياسية.. إن شئنا.. يحتاج لمرجعية مؤطرة ..وهاته المرجعية بالضرورة يجب أن تكون إطارا سياسيا أو ميثاقا يمتص صدمات الطريق داخل زمن الولاية …هنا أتحدث عن التنظيمات السياسية…

نعم حدث انفجار في الاغلبية  وذاع دم اسفي بين القبائل المتناحرة …أين هي الاحزاب السياسية المشكلة لهذا “الاختلاف الحاكم” عفوا الائتلاف..؟؟؟ ..تتفرج ؟؟..يعجبها مايقع ..تنتظر تدخل سلطة الوصاية ؟؟..في الحقيقة “دويو علينا وجيو علينا “..العقل السياسي الدولتي محق في نحت مصطلح ومفهوم الوصاية …المنتخبون “محاجير”..والعقل الحزبي شارد وخارج التغطية , بالله عليكم وهنا أخاطب مسؤولي الاحزاب ..هل هؤلاء المستشارين أحرار فيما يفعلون ,,أليست هنالك مواكبة وتوجيه واستشارات …واش كل منتخب يصبح “ديال راسو” ..الحزب يتفرج والمستشارون هم من يملون  مايتوجب عمله ..

في الحالة التي نحن بصدد تشريحها ..عين العقل هو العودة للتحالف المشكل لاغلبية المجلس والانتصار للمصلحة العليا للمدينة ..التخوين والاتهامات واستعداء جهة على جهة ,لن يحل الاشكال بقدر ماسيدفع الامور نحو التأزيم المضاعف والضحية هي المدينة وأهلها …

المرحلة في حاجة لحكماء وللعقلاء من هنا وهناك …سهل أن يقول المرء “العدة تلات في ايد الشمايت”الذين لايبالون بمصالح اسفي..لكن الاهم اليوم وغدا هو العودة لحل توافقي يقوده ويؤطر مداخله الحزب السياسي …أي الاحزاب الممثلة في المجلس ..الحل يجب البحث عنه داخل الاطار السياسي وليس بين ومع شياطين الخصومة والجدل والعداوة الذين يغذون كل نزوع نحو التوتر .. ..

ضعوا أسفي في الاعتبار ..لاتنسوا أن الخلود للقوي الجبار …لو دامت لغيرك ماوصلت إليك .خلوا شي حاجة يذكروكم بها الناس  ..الله يرحم ليكم الوليدين ……….

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في إلى من يهمه الأمر
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

تكريم فعاليات ثقافية بأسفي في اليوم العالمي للرجل