يعد مركز الأطفال المتخلى عنهم، الذي تم إحداثه بمستشفى محمد الخامس بآسفي، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشروعا ذا قيمة إنسانية وتضامنية عالية، والذي من شأنه أن يساهم في تحسين أوضاع هذه الفئة الاجتماعية.
ويعكس هذا المركز، الذي يندرج في إطار برنامج “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة”، الأهمية التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للأشخاص في وضعية هشاشة، و تحسين أوضاعم المعيشية وحماية حقوقهم الأساسية، لاسيما الحق في حياة كريمة.
وتسير المركز، الذي مولت المبادرة الوطنية لتنمية البشرية تهيئته وتجهيزه بمبلغ 300 ألف درهم، جمعية “بسمة الرضيع” بآسفي.
ويعد المشروع ثمرة شراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية (300 ألف درهم لتهيئة وتجهيز المركز)، وجمعية بسمة الرضيع (التسيير)، والمندوبية الإقليمية للصحة بآسفي (التأطير الطبي).
ويوفر هذا المشروع، الذي تمت برمجته سنة 2020، كل ظروف الراحة للأطفال النزلاء، ويتطلع إلى تحسين وتعزيز عرضه الحالي، والتكفل بكيفية مواتية بالفئة المستهدفة، وتحسن الخدمات التي يقترحها.
وقالت رئيسة جمعية بسمة الرضيع، التي تتولى تسيير المركز، السيدة خديجة البواب، إن الجمعية، التي تأسست سنة 2007، استقرت في مرحلة أولى بمقر داخل المستشفى قبل أن تنتقل سنة 2009، إلى هذا المركز الجديد الذي تم بناؤه وتجهيزه بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على وعاء عقاري وفرته وزارة الصحة، وذلك وفقا للمعايير المطلوبة في الميدان.
ونوهت السيدة البواب، في تصريح لقناة (M24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، بعمل السلطات الإقليمية وانخراطها في توفير كافة شرط نجاح المركو في مهامه، مشيرة إلى أن الطاقة الإيوائية لهذه البنية تصل إلى 30 طفلا، وتضم 8 مربيات يتكفلن بالأطفال المتخلى عنهم منذ ولادتهم حتى بلوغهم سن الرابعة.
وأوضحت أنه بمجرد بلوغ الطفل سن الرابعة، يتم نقله إلى إحدى قرى الأطفال (إس أو إس)، أو إلى إحدى أسر الاستقبال بعد استكمال المساطر القانونية المتعلقة بالكفالة لدى قاضي الأسرة، مشيرة إلى أن كل طفل مقيم يتوفر داخل المركز على ملف للتتبع الطبي، ويستفيد من عدة خدمات (الإطعام..).
وأعربت السيدة البواب عن اعتزازها وسعادتها لكون كافة الأطفال الذين مروا من هذا المركز، يعيشون في بيئة سليمة، ويواصلون حياتهم بشكل طبيعي داخل أسر الاستقبال.