نصرالدين بوعودة
قرر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إطلاق حملة وطنية ضد داء السعار، في غياب رؤية موحدة، وعدم إشراك البياطرة في التخطيط القبلي لهذه العملية، مما ينذر بفشلها.
هذا القرار الذي جاء بشكل اعتباطي لاينم عن استراتيجية مسبقة ودراسة حقيقية لمختلف الجوانب المحيطة بهذه الحملة.
واستنكرت النقابة الوطنية للأطباء البيطريين الخواص، القرارات العشوائية التي يتخذها هذا المكتب، والصمت الذي يقابلهم من الجهات المسؤولة.
وطالب البياطرة بضرورة توفير اللقاحات اللازمة لحمايتهم من داء الكلب في حال تعرضهم للعض من طرف الكلاب المصابة أو المحتمل إصابتها ب “السعار” …
إضافة إلى ذلك فالعملية يجب أن تشمل تطعيم الكلاب ضد الديدان “la vermifugation ” وكذا ترقيمهم قبل البدء في التلقيح، وإلا فإن هذا الأخير يبقى بدون مفعول.
والغاية من الترقيم هي معرفة الكلاب المطعمة ضد الديدان والملقحة من غيرها، وذلك عبر وضع حلقات بألوان تبين نوع التطعيم المستعمل، كل هذا لكي لا تذهب المجهودات المبذولة والموارد المالية المرصودة أدراج الرياح…
كما ندد بياطرة آسفي واليوسفية، بمخاطر هذه الحملة العشوائية، وهزالة التعويضات عبر بلاغ للجهات المسؤولة ظل بدون جواب.
ونبهوا إلى غياب التنسيق الفعال وغياب المقاربة التشاركية بين الأطراف المعنية بهذه المبادرة، مشددين على ضرورة التعاون بين كل من وزارة الفلاحة و وزارة الداخلية و وزارة الصحة والبياطرة الخواص من أجل ضمان نجاح تلقيح الكلاب.
وأمام هزالة التعويضات وإنعدام الرؤيا التشاركية، و الوسائل اللوجستيكية وغياب وسائل الحماية للبياطرة، لا يسعنا إلا أن نتساءل… هل حياة البيطري لا تساوي شيئا في نظر “ONSSA” ؟!
هل هذه الموارد المالية لا تعني لها شيئا ؟! … إذ كيف يعقل أن نرمي بهذه المبالغ المرصودة من النافذة، ونعرض حياة بيطريينا للخطر مقابل عملية تنبئ كل المؤشرات بفشلها !!!!
اللهم إن كان ذلك لحاجة في نفس يعقوب قضاها…