سعيد الجدياني / مدير نشر أسفي اليوم
هل أسفي بدون هوية ؟ سؤال نوجهه إلى الساهرين على الشأن المحلي باأسفي.. بالله عليكم ألا تستحق هذه الأسماء:
محمد بن شريفة، أحمد بن جلون، الطاهر واعزيز، علال الركوك، التريكي، بن الطيب الوزاني، صالح العبدي، الفقيه الريفي، محمد الوديع الأسفي، بوجمعة العمالي،التهامي الوزاني، مولاي الطاهر الفلاحي، أم القاسم المرادية، عبد الرحمان ألمطاعي، مولاي أحمد البوعناني، فاطنة الكبوري، محمد عصفور، محمد الركاب، محمد بن علي المسفيوي، بوزيد الشقوري، البشير الرتيلا وعبد الله الناصري.
أن تحمل الشوارع والمؤسسات والأزقة اسماءهم؛ حتى لا يعتقد البعض أن هذه المدينة بدون هوية، أو أنها لقيطة..خاصة أن إنصاف هذه القامات بإطلاق أسمائهم على بعض الأزقة وشوارع مدينة أسفي، كنوع من الاعتراف بما قدموه من خدمات جليلة، سواء في مجال العلوم أو الكفاح الوطني أو في الميدان الرياضي لهذه المدينة العزيزة.
أولا: إن هذه الأسماء من أعلام أسفي، جميعها انتقلت إلى رحمة الله.. لكن أسماءهم لازالت حاضرة من خلال مساهماتهم في مجالات مختلفة، في الأدب وفي الكفاح الوطني وفي مجال الرياضي والفني.
ثانيا: لقد راسل ” النادي المغربي للمخطوطات والمسكوكات والطوابع بأسفي” لجنة المرافق في المجلس البلدي قصد الأخذ.. بها لكن لا حياة لمن تنادي، ولا نريد أن نلجأ إلى الفايسبوك للضغط كما فعل البعض .
وحتى يعلم القاصي والداني بأعمال هؤلاء المقترحين نقدم نبذة موجزة عنهم.
مجال الآداب والفكر
- الأستاذ الدكتور محمد بن شريفة، هو من مواليد سنة 1930 بالعثامنة (إقليم الجديدة) ، استقرت الأسرة بمدينة أسفي حيث ترعرع وشبّ بحومة حي الرباط بأسفي؛ كان في طليعة أول فوج تخرج من كلية الآداب بالرباط سنة 1960، وكان أول حاصل على دبلوم الدراسات العليا في الآداب بميزة حسن من الكلية المذكورة سنة 1964.
أصبح بنشريفة ابتداء من سنة 1970 م أستاذا كرسيا للأدب الأندلسي، عُين في 28 فبراير 1989 بظهير شريف محافظا للخزانة العامة بالرباط، وظل قائما عليها إلى أن بلغ سن التقاعد الوظيفي سنة 1995.
الأستاذ الدكتور بنشريفة عضو في أكاديمية المملكة المغربية منذ تأسيسها، وعضو في الأكاديمية الملكية للتاريخ بمدريد وعضو في مجمع اللغة العربية بدمشق، وعضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بعمان.. حاصل على جائزة المغرب لسنة 1986م وعلى جائزة الملك فيصل العالمية لسنة 1988م، وعلى جائزة الاستحقاق الكبرى ( الجائزة التقديرية ) لسنة 1993م، توفي رحمه الله سنة 2018م.
- الأستاذ الدكتورعلال ركوك أحد أبناء مدينة أسفي البررة، يعتبر الراحل ثاني باحث في تراث فن العيطة، بعد الراحل محمد بوحميد. .
ولد المرحوم وترعرع بحي تراب الصيني بأسفي، ويتوفر على أكبر أرشيف لتراث فن العيطة،
وهو أحد أكبر الباحثين في تاريخها السياسي والديني والاجتماعي، والذين أماطوا اللثام عن مسارها ودورها الريادي عبر التاريخ، له مجموعة من المؤلفات عن مدينة أسفي؛ نذكر منها “أسفي مذكرات رجال الحركة الوطنية “؛ كتاب “أسفي من المرسى إلى الميناء دراسة تاريخية خلال القرنين 19و 20 ” ، وكتاب ” الحركة النقابية 1940-1955 ” ثم كتاب “الحركة الفدائية 1950-1955م ” .
- الأستاذ الدكتور أحمد بن جلون، من مواليد سنة 1932 بأسفي، حاصل على شواهد في اللغة العربية والفلسفة والترجمة، أستاذ وباحث وأديب ومترجم وإداري، شغل عدة مناصب منها كاتبا عاما في كلية العلوم وكاتبا عاما بالمدرسة الوطنية العليا للمعلومات وتحليل النظم، كما زاول مهنة التدريس بعدد من الكليات والمعاهد العليا.
- الأستاذ الدكتور محمد بالوز من مواليد مدينة أسفي له اهتمامات بتاريخ مدينة أسفي ورجالاتها ومعالمها التاريخية والحضارية والعمرانية، حاصل على وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى، عضو جمعية البحث والتوثيق والنشر بأسفي، صدر له كتاب صفحات من تاريخ مدينة أسفي سنة 2004، وكتاب “مسار رجل تعليم سنة2005″ و كتاب أسفي بقلم أربعة من الأعلام سنة 2006” توفي سنة2019 م .
- الأستاذ الدكتور الطاهر واعزيز من مواليد سنة 1926 بأسفي، حاصل على دكتوراه الدولة في تاريخ الفلسفة، ترجمان محلف، وعضو نشيط في العديد من الجمعيات كجمعية الفلسفة المغربية ومجموعات بحث أخرى.
- شغل عدة مهام مثل فيها المغرب بمصر وكندا، مؤسس ومدير مجلة المناظرة.. صدر له عدة مؤلفات نذكر منها الموجز في الأخلاق سنة 1968 و كتاب ” بنيوية كلود ليفي ستراوس سنة 1991 ” وكتاب ” تاريخ الفلسفة منهاجه وقضاياه سنة 1991م ” .
مجال الكفاح الوطني ضد الاستعمار
- محمد بن الطيب الوزاني هذا علم من أعلام مدينة أسفي، ولد بمدينة أسفي سنة 1879 م ، نشأ في أسرة متدينة أخذ العلم على يد شيخ الجماعة بن مولاي الحاج والأديب الفقيه التريكي والأديب والعلامة الصوفي عبد الرحمان المطاعي والفقيه العلامة الصويري، ثم سافر إلى فاس ومكث بها عشر سنوات حتى حصل على الشهادة العالمية.
يقول فيه العلامة ادريس بن ناصر: “ولله در العالم العلامة الخطيب البليغ الفقيه سيدي محمد بن المرحوم الحاج الطيب الوزاني الأسفي الغيور على كتاب الله، حيث قام على منبر خطابته وشنف الأسماع بفصيح خطبته التي اقشعرت لها الجلود وذرفت منها العيون”. توفىي يوم 7 أكتوبر 1961م .
- الأديب والنابغ والصحفى صالح العبدي “شخصية أسفية فذة، ورجل عظيم، أهمله الدهر ونسيه مواطنوه “
هو أحد الأسفيين المعدودين وطنيا على رؤوس الأصابع، الذين ولجوا ميدان الصحافة باللغة الفرنسية خلال ثل
اثينات وأربعينات القرن الماضي. كانت أهم منابره الصحفية جريدة ” le cri marocain ”
الناطقة بلسان المثقفين الفرنسيين الأحرار، ومن بين المحاور الصحفية التي كتب فيها صالح العبدي عبْر هذه الجريدة، والتي استأثرت باهتمام الباحثين، كانت قضية الثورة الريفية ضد الاحتلال الاسباني، وشخصية ابن عبد الكريم الخطابي، ثم قضية تجنيد المغاربة من طرف فرنسا واتخاذهم دروعا بشرية في جحيم الحربين العالميتين الأولى والثانية، لكن المحور الصحفي الأساسي الذي كتب فيه صالح العبدي بالفرنسية ولقي اهتماما متميزا من طرف الباحثين والمؤرخين الوطنيين والأجانب، هو تنديده بظهير 1930 المسمى ب ” الظهير البربري”، وتحليل فصوله وتبيان مساوئه، وإثبات الخطأ التاريخي الذي تورطت فيه فرنسا.
تعرض صالح العبدي بسبب نضاله الصحفي عدة مرات للاختطاف والاعتقال والزج به في السجن من طرف سلطات الاحتلال، لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في أداء رسالته الفكرية المناهضة لفرنسا كلما استنشق نسيم الحرية.
غادر صالح العبدي هذه الدنيا ورحل إلى دار البقاء سنة 1951 وعمره لم يتجاوز خمسين سنة، قبل استقلال المغرب الذي كرس عمره القصير من أجله، عبر نضال صحفي فكري وسياسي متصف بالتضحية ونكران الذات .
- الفقيه الريفي ( كان له) زقاق قرب حديقة جنان فسيان وللأسف تم حذف علامة الفقيه الريفي، هو محمد بنعلي الوكيلي الملقب ببولحية، كان وزيرا للعدل وأكبر أعضاء حكومة الخطابي سنا.. نُفي بدوره إلى مدينة أسفي سنة 1926 وظل بها إلى أن توفي سنة 1941.
يعتبر الفقيه الريفي بولحية من علماء الريف وأدبائه، كان مثفقا في العلوم الشرعية وأديبا شاعرا، ورجلا زاهدا ورعا، ومن أكبر الشخصيات السياسية في مجلس ثورة الريف تحت قيادة المناضل الفذ محمد بن عبد الكريم الخطابي.
في مجال الفني
- محمد الركاب: يعد محمد الركاب أحد رموز المشهد السينمائي المغربي وأحد الفنانين الذين بصموا بصمتهم في مجال الإبداع الفني، وهو من مواليد مدينة أسفي سنة 1942 م، التحق بالتلفزة المغربية سنة 1967 حيث انتج العديد من الأشرطة والأفلام الوثائقية والمسرحيات؛ منها ” زيارة غريب ” مسرحية لصلاح الدين بنموسى سنة 1982 ، قام بتصوير وإخراج فيلم ” حلاق درب الفقراء ” سنة 1984، كما صور الركاب أغاني عبد الوهاب الدكالي وتوفي سنة 1990م .
- محمد بن علي المسفيوي، ولد بمدينة أسفي سنة 1887م، وهو صاحب القصائد الفريدة تميزت بدقة التصوير والإبداع.
طرق أبواب ومواضيع مختلفة وحديثة لم تكن متداولة في فن الملحون، يقال إنه هو من أدخل فن الملحون الى مدينة سلا.
تقول الروايات الشفوية الأسفية أنه هو أول من علق الراية المغربية في وجه الاستعمار الفرنسي، نظم العديد من القصائد، قيل إنها تفوق الألف قصيدة، توفي سنة 1945بمدينة سلا .
- محمد عصفور: هو شيخ السينمائيين المغاربة. ولد سنة 1926 بجماعة البخاتي بإقليم أسفي، هاجر في عامه الثالث رفقة عائلته إلى مدينة الدار البيضاء، بمنطقة أولاد عيشة، المعروفة حاليا بدرب غلف، اكتشف السينما لأول مرةمن خلال مشاهدة الفيلم الأمريكي “طرزان” بقاعة سينما “ريالطو”، و في سنة 1958 سيقوم بتصوير أول شريط مغربي مطول بعنوان “الابن العاق”، الذي اعتبره نقاد السينما المغربية أول تجربة حقيقية وناضجة له في المجال بعد الاستقلال، حيث بدأ الاعتماد على الشواهد من أجل تنظيم وتقنين ممارسة التصوير السينمائي و تأطير عمل المصورين، بفضل احتكاكه بالمخرجين والمنتجين الأجانب، الذين كانوا يأتون إلى المغرب لتصوير أفلام سينمائية، حيث كان يقدم لهم خدمات فنية استطاع بفضلها أن يشتغل كمساعد مخرج و تقني إلى جانب أسماء عالمية كبيرة، منها ألفريد هتشكوك ويوسف شاهين وأندري زويدا وغيرهم. في سنة 2005 سيرحل محمد عصفور رحمه الله في صمت إلى دار البقاء، عن عمر ناهز الثمانين سنة، دون أن ينال ما يستحق من التقدير.
- بوجمعة العمالي: هو صاحب أول ورشة رائدة بالمغرب بل في إفريقيا من 1918 إلى 1935، حيث بدأ عهدا جديدا في تاريخ الفخار والخزف بأسفي.
إنه بحق مفخرة لمدينة أسفي، حيث جلب معه طرقا جديدة للعمل. ففي سنة 1920 أسس أول مدرسة لصناعة الخزف بأسفي، تخرج منها عدد كبير من الصناع الأسفيين وهذه المدرسة تهتم بالتعليم الرسم والخرط، تخرج منها من أصبحوا من كبار الخزفيين، فبدأ الابتكار والتجديد لأنواع كثيرة سواء من ناحية الشكل أو من حيث الزخرفة، وقد أصبحت صناعة الخزف بأسفي إحدى الموارد الاقتصادية بالمدينة والتي تًشغّل نسبة كبيرة من الشباب، أصبحوا يطلقون على الخزف اسم العَمَلي إشارة إلى مكانة الرجل في تاريخ هذا الفن. وتكريما لهذه الشخصية صار المغاربة يطلقون على الخزف اسم ” العمالي ” نسبة الى بوجمعة العمالي الذي توفي بأسفي سنة 1971 .
أما فيما يخص العنصر النسوي فلابد من ذكر
- أم القاسم المرادية جدة الإمام حسن المرادي الأسفي المغربي المصري عُرفت بالعالمة، وعرف بها حفيدها المذكور وهي أم أبيه. كانت تشجع المرأة على طلب العلم ودعمت قوافل الحجاج .
- الفنانة فاطنة الكبوري، ولدت فاطنة كبوري بقرية صغيرة قرب مدينة أسفي تسمى باثنين الغربية سنة 1924، ومنذ طفولتها بدأت تكتشف الألوان وتحس بجماليتها، فإضافة إلى طبيعة القرية التي نشأت بها، كانت فاطنة تنسج الزاربي، وهو العمل الذي يتطلب المزج بين ألوان وأشكال متنوعة، فهي تعتبر الرقم واحد على صعيد الفن التشكيلي الفطري في العالم العربي. ظلت فاطنة تمارس هذا العمل إلى أن بلغت من العمر 60 سنة، لكن مجرى حياتها تغير عندما اكتشف ابنها الفنان التشكيلي أحمد امجداوي موهبتها في الرسم والتعامل مع الألوان، فشجعها على الرسم.. وهكذا بدأت فاطنة في إبراز موهبتها من خلال عدة لوحات قدمتها في أول معرض لها بالرباط سنة 1986 و تدخل ضمن مدرسة الفن الفطري، حيث بيعت لوحاتها في معارض عالمية وبأسعار نافست أسعار لوحات مشاهير الفن التشكيلي بمبلغ 420 ألف درهم أي ما يقارب 40 أالف دولار.
وأكثر ما يميز رسوماتها هو العيون المفتوحة التي تغزو مفاصل لوحاتها ما يمنح المشاهد حالة من النشوة اللونية والفنية. كان أول معرض لأعمال الحاجة فاطنة في الرباط عام 1986 وكانت حينها في عمر 62 عاما.
وفي سنة 1989 أقامت معرضا في الدار البيضاء تلاه آخر في طنجة عام 1990 ثم توالت معارضها في مختلف المدن المغربية لتعود وتنتقل إلى العديد من الدول الأوروبية كفرنسا وألمانيا والبرتغال، وإلى الدول العربية أيضا حيث أقامت معرضا في إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة.