المصطفى حمزة.
تتوفر بلاد أحمر الحالية (إقليم اليوسفية)، على مجموعة من السدود المائية: 1ـ سد أولاد عباس بجماعة رأس العين، 2 ـ بوحوتة بجماعة أجنان أبيه، 3 ـ سد رجراجرة بجماعة سيدي شيكر، 4 ـ ” أگوگ ” أو ” سد الهروسية ” بجماعة سيدي شيكر.
وإذا كانت السدود الثلاثة الأولى التي تم تشييدها خلال فترة ( 2000 – 2002)، لم تعرف أي تطور على مستوى مجالاتها السقوية، رغم الإمكانات السياحية الهائلة التي تتوفر عليها،
-
dav فإن ” أگوگ ” – الذي يعود تشييده إلى فترة السلطان أحمد المنصور السعدي (1578م / 1603م)، الذي عرفت بلاد أحمر في عهده تشييد ثلاث معاصر للسكر: اثنتان بزاوية بلمقدم، (تابعة حاليا لإقليم شيشاوة)، وواحدة بالقرب من سيدي شيكر بإقليم اليوسفية ، – عرف منذ تأسيسه تطورا ملموسا على مستوى مجاله السقوي، إذ كان يسقي مزارع قصب، كما يمد معصرة سكر سيدي شيكر بالمياه عبر قناة يقارب طولها 22 كلم، ولا زال إلى يومنا هذا يسقي حقول الزياتين بزاوية اهديل معمورة، ويوفر إمكانات سياحية جد مميزة.
وإلى جانب ذلك ساهم “أگوگ” في تنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية بزاوية اهديل معمورة، وهي حياة مبنية على التآزر والتضامن والتعاون، تحكمها قوانين تسري على جميع مكونات الزاوية، سواء من حيث توزيع المياه من طرف (المزان)، أو من حيث المشاركة في تنقية وإصلاح الساقية، وإصلاح ما قد يلحق “أگوگ” ( سد الهروسية ) من تدمير نتيجة قوة السيول في السنوات المطيرة.
ويوجد هذا السد على بعد حوالي 22 كلم، من موضع تواجد معصرة السكر سيدي شيكر في تجاه الشرق، عند نقطة التقاء وادي تانسيفت برافده الواد المالح، بمنطقة صخرية تعرف ب ” جبيل الحليب “، تتميز بصخورها الصلبة وارتفاعها الذي يزيد عن 330 م.
ويبدو أن اختيار موضع السد من طرف السعديين آنذاك كان صائبا، وخاضعا لمقاييس رياضية وفيزيائية، وظفت فيها خبرة بشرية وتقنية عالية.
وهكذا تم تشييد الحاجز الرئيسي للسد، بين منطقتين صخريتين، طوله حوالي 80 مترا، وعرض مترين، وعلوه يزيد عن أربعة أمتار، بمواد صلبة مقاومة للمياه، وتم ربطه بقناة للسقي (ساقية الهروسية)، لتمد في البداية مزارع قصب السكر، والمعصرة السكر بالمياه، وحاليا حقول الزياتين بزاوية اهديل معمورة.
“أگوگ” بالإضافة إلى أهميته الاقتصادية والاجتماعية، يمكنه – بفضل الإمكانيات السياحية التي يتوفر عليها – أن يشكل فضاء سياحيا بامتياز يساهم في تنمية وتطور الجماعة.
