أسفي اليوم/ عبد الحليم الحيول
هي فاجعة حقيقية هذه التي استفاق عليها ساكنة مدينة أسفي صباح يومه الأربعاء 02 دجنبر الجاري، بعد أن أدى سوء الأحوال الجوية إلى فقدان 16 شابا في عرض البحر كانوا متجهين على متن قارب للهجرة السرية إلى جزر الكناري في مسعى لمعانقة “الفردوس الأوروبي”.
و تبعا للمعطيات المتوفرة فإن قارب الموت الذي كان يقل على متنه حوالي 27 مرشحا للهجرة السرية، لم يصمد أمام قوة الأمواج العاتية التي واجهته في عرض المحيط الأطلسي، و فقد 16 من ركابه فيما نجا 11 آخرون بأعجوبة.
و يعيد الحادث إلى الأذهان، حسب ما أفاد به الفاعل النقابي رضوان الخزاري، فواجع سابقة كانت وراءها قوارب الموت، التي عجزت السلطات و الأجهزة الأمنية عن وضع حد لنشاطها القاتل، رغم تفكيك عديد من شبكات الهجرة السرية و إحالة المتورطين على القضاء.بينما تشكل أشرطة الفيديو التي توثق لوصول بعض شباب المدينة إلى بعض الدول الأوروبية عبر قوارب الموت، يؤكد الخزاري “عامل إغراء كبير لأقرانهم الذين سد في وجوههم آفاق الكسب في ” حاضرة المحيط” التي تحولت إلى مدينة طاردة لشبابها”.
و تبعا لنفس المتحدث يتعين على كثير من الجهات أن تقوم بواجبها إزاء شباب المدينة الذي تبتلعه أمواج الأطلسي في عمر الزهور، فالسلطات مطالبة بتشديد الرقابة على أنشطة قوارب الموت و جمعيات المجتمع المدني لا بد من انخراطها في حملة توعية شاملة بخطورة هذه القوارب و الأجهزة الأمنية مدعوة إلى فك ألغاز اختفاء القوارب من داخل الحوض المائي المخصص لها بميناء أسفي.
إلى هذا يتواصل على صفحات التواصل الاجتماعي منذ صباح يومه الأربعاء نعي الضحايا و توجيه التعازي إلى أسرهم المكلومة، فيما توجهت صفحات من مدن أخرى بالتعازي إلى عموم ساكنة مدينة أسفي تعبيرا عن تضامن غير مشروط في ظرف مشحون بحزن جماعي كبير.