ويتواصل النقاش العلمي حول الكرات المدفعية بالوالي ” سيدي بوذهب “

5,474





بقلم عبد الرحيم بودرة

بعدنشر” أسفي اليوم ” لميني ربورتاج بالصوت والصورة ، خبر العثور على لقى وكرات مدفعية تحت قبة الوالي الذي يطلق عليه سيدي بوذهب، وتصريح كل من محمد منيس رئيس جمعية ذاكرة أسفي و سعيد الجدياني الباحث في الثرات، جاءت مساهمة عبد الرحيم بودرة الباحث في تاريخ مدينة أسفي لتعزز هذا الموضوع، ونظرا لأهميتها ننشرها كاملة.

هذه اللقى اليوم هي فقط نموذج من بقايا ما خلفته الفثرة البرتغالية باسفي مابين1508و1541وهناك من يذهب قبل ذلك الي سنة 1478عند انشاء الفيتورة البرتغالية والتي مكانها بني بعد ذلك قصر البحر اوالقلعة البرتغالية سنة1523. واما عن هذه الكرات الحديدية فهي لمدفعية تقليدية ومكانها خارج السور البرتغالي قبالة البحر وبمحاداة السور الغربي لأنه لم يثبت أن السور كان قبالة البحر بل كانت أماكن حراسة متقدمة بجانب القلعة البحرية ومما يزيد فرضية انها ليست برتغالية كونها كبيرة الحجم حوالي الثلاثين سنتيم او ثلاثمائة ملمتر وهو عيار كبير لا يسمح بالقذف من المدفعية إلى مسافة كبيرة لثقل وزنها لأن مدافع البرتغال المتوسطة الحجم والعيار، كانت توجه نحو المغيرين على تحصيناتها وهم في الغالب خارج المدينة نموذج مدافع القصبة العليا الجزء التحصيني البرتغالي .
وكما هو معلوم عند خروج البرتغال من اسفي أحرقوا المدينة مما جعل اهلها يتراجعون حينها إلى ثلث الساكنة اي إلى حوالي 1500نسمةبدل 4000 نسمة وهو ما يؤكده الحسن الوزان (ليون افريكان) في كتابه وصف افريقيا ..ومارمول كربخال وكولفن كذلك ..وذلك بفعل بطش البرتغال .ولعل هذه الكرات الحديدية هي حسب المقارنات التاريخية في حروب الحصارات خلال تلك الفثرة تستعمل في هدم الأسوار لتمكين الجنود من العبور عبر ثقب كبيرة وهي وسيلة نهجتها المقاومة المغربية بإشراف من السعديين وعلى رأسهم محمد الشيخ السعدي الذي في عهده تمت الإغارة على المدينة مرات ومرات مما استدعى إلى إعطاء الأوامر لحاكم المدينة البرتغالي باخلائها والتوجه نحو افريقيا الغربية جنوبا . واما عن تواجدها بالقرب من الضريح والذي حسب المؤرخين المحدثين ..الفقيه الكانوني مؤرخ اسفي انه حوالي العشرينيات من القرن الماضي أجريت حفريات بالمكان الذي كانت تقيل به الأبقار فلم يجدوا شيئا سوى بعض النقود والتي رجحت فكرة انها كانت دار السكة .
وضريح ابوذهب او ابو الادهم فهو شخصية لها دلالة داخل المقاومة للوجود البرتغالي والذي سقط شهيدا في الغارات المتتالية على القوات البرتغالية بالمدينة وعن عدم وجود قبره بالضريح الذي لم يبنى مجددا إلا مع فثرة الحماية اذ ان هناك صورة تظهره في حلة غير التي عليها الان ، فيمكن الإجابة عن ذلك كون قبره جرفه بالسيول لأن المدينة عرفت فيضانات عديدة بفعل وادي الشعبة والذي هو قوي بسيول جارفةو مدمرة لم يتوقف ذلك الا بعد انشاء سد ثلي بعد الاستقلال بمنطقة سيدي عبدالرحمان .
وهوامش المدينة بها العديد من هؤلاء المجاهدين وحثى بداخل القلعة البرتغالية قبر المجاهد سي طاهر بلكبير وبجانبها سي احمد المومن وقبورالمغيتين قبالة البحر الغربي للمدينة …
واماماجاء عن السراديب التي تتواجد تحث المدينة فهو امر صحيح لأن هناك العديد منها من القصبة العليا نحو البحر ومن البحر نحو وسط المدينة القديمة ومن دار البارود الي الشاطيء وهذا شيء عادي في المدن التي لها تاريخ طويل وخصوصا ذات الواجهة البحرية منها والتي تعرف أحداث عسكرية بين الحين لآخر خلال تلك الفثرة من تاريخها
…لكن هذا النقاش لا يستقيم إلا بضبط ذلك من طرف اركيولوجيين وباحثين في مدى صدق و حجية هذه اللقى وما يزيد من الخلاف في الأمر أنه كلا الجانبين امتلكوا هذه القطع الحربية؛ البرتغال بفعل التقدم في صناعة الأسلحة بأوروبا والمغاربة بفعل التعاون مع الأتراك نموذج معركة وادي المخازن لما منحوا المغاربة بنادق وحوالي أربعين مدفعا .

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في غير مصنف
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

تكريم فعاليات ثقافية بأسفي في اليوم العالمي للرجل