بقلم إدريس بوطور
( مؤرخ أسفي الفقيه الكانوني العبدي – مقالات لذكراه العطرة) ** عنوان كتاب وجيز من سبعين صفحة ، ألفه الأستاذ سعيد البهالي أحد شباب مدينة أسفي المغربية المتيمين بحب وعشق حاضرة المحيط ، مجاز من جامعة أبي شعيب الدكالي ويعمل حاليا متصرفا بإحدى الجماعات الحضرية بأسفي ** قدم لهذا الكتاب الدكتور عبد الحفيظ نيار من شباب حاضرة المحيط ويعمل حاليا اطارا بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية. ورد ضمن هذا التقديم أن للمؤرخ الفقيه الكانوني رحمه الله اليد الطولى في تخليد رموز وأسماء أعلام جزء من وطنه ببلدته أسفي ، كما أنه بعمله هذا وضع مشروعا ثقافيا آنيا يروم اعداد لبنات النهوض الحضاري المغربي لمقاومة واستئصال جذور الكيان الاستعماري ** جمع كتاب الاستاذ سعيد البهالي بين دفتيه مقالات كان قد نشرها بمنابر اعلامية وطنية ومحلية على مراحل ، ولعله بصنيعه التوثيقي هذا قد رتق خرق ضياع أو نسيان هذه الشذرات المنفردة . كما تضمن الكتاب جردا بيبليوغرافيا لعناوين الدراسات والمقالات والمحاضرات التي تناولت حياة الفقيه الكانوني وفكره مع تعريف مقتضب بها . وتضمن الكتاب كذلك جردا لعناوين مؤلفات الفقيه الكانوني المطبوعة وآخر ما توصل اليه المحققون من تآليفه المخطوطة وتقاييده المتفرقة في رفوف الخزانات الخاصة ، هذا بالاضافة الى تضمين هذا الكتاب لنماذج من رسائل الفقيه الى بعض الشخصيات السياسية والفكرية المغربية النافذة والتي عاصرها إبان الاحتلال الفرنسي للمغرب وكذا بعض القصائد الشعرية في رثاء فقدان الفقيه الكانوني ورحيله الأبدي **
هذا الجرد البيبليوغرافي مع رسائل الفقيه وتقاييده سيشكل لا محالة وسيلة وسلاحا داعما لكل باحث في التاريخ والتراث للتغلب على مدلهمات النبش والتحقيق . ومن بين أهم العناصر التي يقف عليها قارئ هذا الكتاب غزارة انتاج الفقيه الكانوني المتعدد المواضيع والاتجاهات الفكرية والثقافية . كما يكتشف القارئ ايضا الوضعية المأساوية التي انتهت اليها بعض مؤلفات الفقيه الكانوني حيث تفرقت بين معارفه وأصدقائه وخصومه إثر وفاته المفاجئة سنة 1938 بالدار البيضاء حيث تم نهب خزانته المنزلية ومكتبته . ومن خلال هذا الكتاب تم توجيه نداء الى أصحاب الخزانات الخاصة الذين يتوفرون على مخطوطات للفقيه الكانوني وتقاييده بأن يعلنوا عنها ويخرجوها من ظلام الرفوف الى نور النشر والاستفادة للجميع ** مجمل القول : كتاب الاستاذ سعيد البهالي حول مؤرخ أسفي الفقيه الكانوني أعتبره نهاية للمقتصد او القارئ العادي وبداية للمجتهد المتخصص لبناء أبحاثه وتحرياته . فالكتاب بأسلوبه العربي السلس يعتبر خارطة طريق وكاسحا لسائر مدلهمات مسار النبش والتقصي . وإذا كان أول الغيث قطرة فإن هذا المؤلف هو استهلال لمشروع تآليف توثيقية مستقبلية حول حاضرة المحيط وتراثها للاستاذ سعيد البهالي الذي أتمنى له التوفيق والفلاح في مسيرته الفكرية /