أسفي/ عبد الحليم الحيول
شهرين فقط عقب إعلان تشغيلها، و فضلا عن قدرتها على إنتاج 25°/ من الاستهلاك الوطني من الكهرباء ،ارتقت المحطة الحرارية لأسفي إلى مستوى فاعل أساسي في الاستراتيجية الطاقية بين المغرب و اسبانيا، كما ترنو في ذات المجال إلى لعب دور ريادي في تعزيز علاقات التعاون مع البرتغال أيضا.
و وقع عزيز الرباح وزير الطاقة و المعادن و خوسي دو منيغيث كاتب الدولة الاسباني المكلف بالطاقة بحضور عاهلي البلدين الملك محمد السادس والملك ضون فيليبي السادس، اتفاقية لتصدير كهرباء أسفي إلى إسبانيا، و هي المرة الأولى التي يجري فيها استقبال الإنتاج المغربي من الطاقة الكهربائية بالجارة الشمالية، بعد أن كان المغرب إلى حدود السنة الماضية يعتمد على إسبانيا لتزويده بحوالي 17 °/ من حاجياته الداخلية من الكهرباء الذي ما يزال الطلب عليه يشهد ارتفاعا سنويا بنسبة 5°/.
و اعتبرت مصادر إعلامية إسبانية أمس الجمعة، أن الاتفاقية تشكل تحولا كبيرا في ميزان الأداء التجاري الطاقي بين البلدين، و من شأنها أن تذر على المغرب مداخيل هامة من العملة الصعبة ، بعد أن شرعت اسبانيا فعليا في إغلاق مناجمها للفحم الحجري و توقيف العمل بمحطاتها الحرارية التي تعتمد عليه لإنتاج الكهرباء،التزامًا منها باتفاقيات المناخ للأمم المتحدة والإطار التوافقي الذي أقره الاتحاد الأوروبي حول انبعاثات الكاربون.
و أوضحت المصادر أن الحكومة الاسبانية ماضية في تطبيق مخططاتها لاعتماد الطاقات النظيفة و من شأن المحطة الحرارية لأسفي أن تسعف الإسبان في تنفيذ الاستراتيجية الطاقية الجديدة لمدريد ، سيما و أن باريس قررت ، قبل عام من الآن إخضاع محطاتها النووية المنتجة للكهرباء لمراجعة شاملة، كان من تداعياتها الصعبة على مدريد توقيف استفادتها من حصتها المعتادة من محطة “غاليك” الفرنسية.
هذا و أكدت المصادر نفسها أن الاتفاقية التي تضع محطة أسفي في صلب الاستراتيحية الطاقية للمغرب و اسبانيا تستجيب، و في الوقت المناسب، لتطلعات الجانب الاسباني في التخلص من الطاقة الكهربائية المولدة من الفحم الحجري و تتناسب من حيث تكاليف الإنتاج مع مطلبات السوق الإسبانية التي تعرف كما نظيرتها المغريبة ارتفاعا مطردا للطلب على الكهرباء.
و تعد محطة أسفي الأولى و الأحدث من نوعها في إفريقيا كمحطة فائقة التطور توظف الفحم النظيف ،وقد أشرفت على بنائها المجموعة الكورية الجنوبية “دايوو للهندسة والبناء و كان إنشاؤها قد هم بناء وحدتين حراريتين من الجيل الجديد تصل طاقتهما الإنتاجية إلى 1386 ميغاوات ، واستغرق حوالي 4 سنوات متطلبا تعبئة غلاف استثماري قارب 3 ملايير دولار أمريكي.
و يجري اليوم تسيير المحطة الحرارية لأسفي من طرف شركة “أسفي للطاقة” المشكلة من 3 شركات كبرى ( ناريفا القابضة و ميستوري اند كو و إنجي)، و ذلك في إطار اتفاقية مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب تمتد ل30 سنة و يتم في نهايتها تحويل أصول الشركة إلى المكتب الوطني..