أسفي/ عبد الحليم الحيول
تجاوزت الخسائر الناجمة عن العاصفة البحرية التي ضربت ميناء أسفي يوم السبت الماضي 42 قاربا في آخر حصيلة غير نهائية،بالإضافة إلى خسائر أخرى تكبدها أرباب مراكب الصيد الساحلي فضلا عن الأعطاب البليغة التي ظهرت بعد هدوء العاصفة، على البنية التحتية للميناء و خاصة الحوض المائي المعد لرسو وحدات الصيد البحري.
و تخيم منذ السبت أجواء جنائزية على ميناء أسفي في وقت لم يفرغ فيه المهنيون من إحصاء خسائر ليلة واحدة كانت الأشد وطأة على القطاع منذ سنوات، و نفى مصدر مسؤول قدرة أي أحد في الوقت الراهن على تحديد الحجم الحقيقي للخسائر مرجحا أن ذلك لن يتم ألا في غضون أسبوعين أو ثلاثة.
و نفى المصدر ذاته أن تكون التقديرات التي يروجها البعض صحيحة و مضبوطة، كما لفت إلى أن أي تعويض مفترض للمهنيين المتضررين،بعد التقويم و التقصي، لابد أن يخضع لمعايير الشفافية و النزاهة.
و في سياق متصل بادرت جمعية النورس لبحارة و أرباب و معاوني قوارب الصيد التقليدي بميناء أسفي إلى إصدار بيان تضامني مع المنكوبين ناشدت فيه اللجنة الإقليمية لليقظة و التنسيق إيلاء مزيد من الأهمية للميناء و الاستعداد بشكل استباقي لكل الاحتمالات الممكنة.
و أعربت جمعية النورس عن تضامنها و مشاطرتها المهنيين “مشاعر القلق و التوجس من تداعيات الكارثة ” مطالبة في ذات بيان بالتعجيل بإنشاء رصيف بحري إسمنتي قار كبديل للرصيف الخشبي العائم الذي تحول ليلة الكارثة إلى تهديد لقوارب الصيد التقليدي حين تقاذفته الأمواج و ظل يرتطم بالقوارب والمراكب الراسية داخل الحوض المائي، ما كشف، يوضح بيان النورس، سليبات السياسة الترقيعية التي واجهت مطالب سابقة للمهنيين بشأن هذا الرصيف وسوفت في أمر بنائه إسمنتيا، في صفقة ما تزال موضوع تساؤلات كثيرة، تبعا لذات البيان الذي توصنا بنسخة منه،و شددت فيه الجمعية على ضرورة أخذ العبرة مما جرى ليلة السبت الأسود و عدم تكرار الأخطاء الشنيعة التي تفضح تقاعس و لامبالاة المسؤولين بالمطالب المهنية الداعية إلى إعادة النظر جملة و تفصيلا في طريقة تنظيم الرصيف الجاف و الحوض المائي المخصص لقوارب الصيد التقليدي.
ودعت النورس،في ذات البيان، المسؤولين والمعنيين بشؤون الصيد البحري محليا و وطنيا إلى تكثيف جهودهم في هذا الظرف العصيب لإيجاد صيغة لتعويض منكوبي السبت الأسود عن الخسائر الجسيمة التي طالت عددا يفوق 35 قاربا المعلن عن غرقها، في وقت ما تزال فيه الخسائر غير نهائية.
و لم يفت الجمعية التنويه بما وصفته في بيانها ب”الجهود الجبارة” التي بذلتها عناصر الوقاية المدنية و متطوعون من مهنيي القطاع للتقليل من حجم الكارثة و إنقاذ ما يمكن إنقاذه في أوج العاصفة رغم تواضع الإمكانيات و ضعف وسائل التدخل و مستلزمات السلامة البحرية داخل الميناء.