مؤلف جديد لابن أسفي الدكتور عبد الحفيظ نيار حول العلامة التريكي

11,052
لمّا كانت أسفي من الحواضر التي نفق بها سوق العلم، وبزّت قريناتها في مجال الإفتاء، فقد رأى الكاتب أّنّه من الواجب عليّه كواحد من أبناء هذه المدينة التّليدة، أن ينفض بعض الغبار عن هذا الموضوع وذلك من خلال تقييد لفتوى علم من أعلامها الكبار، وهو الشيخ مفتي الصقع وما إليه أبو عبد الله محمد بن أحمد التريكي الأسفي وارث سرّ خطة الإفتاء ماجدا عن ماجد من زمن صاحب الرباط الذائع الصيت الشيخ أبي محمد صالح.
وقد عبر الكاتب عن أسفه من ضياع جهد الفقيه المؤرخ الكانوني – رحمة الله عليه – في هذا المجال، وهو الذي تمكن من جمع طائفة من فتاوى علماء هذه البلدة في مصنف أسماه ” الجامع الحاوي للنوازل والفتاوي ” لو خرج للوجود لأعطى صورة أوضح عن خصائص هذه الفتاوى في هذا الثغر.
وقد استغرب الكاتب أيضا حين لم يعثر على ترجمة وافية من الفقيه الكانوني للشيخ الأديب والمدرّس المفتي ذي التقاييد والتصانيف  العديدة العلامة التريكي، فهل ضاعت هي أيضا ضمن ما ضاع من مؤلفات الكانوني؟
هذه الأسئلة وغيرها جعلته يخوض تجربة إعادة بناء ملامح شخصية الفقيه التريكي من خلال مجموعة من الكتابات، وعلى رأسها تقاييده وذخائر تلميذه الكانوني، ثمّ كتابات ثلة من الأساتذة الذين كان لهم فضل إحياء الكتابة عن هذه المدينة وأعلامها وإحياء تراثها، والذين سترد أسماؤهم في ثنايا البحث، مستشعرا أن من الواجب عليّه ردّ بعض الدين لمدينته أسفي المغربية، في مجال ينتمي إليه قلبا وقالبا هو: الدراسات الشرعية.
وقد قام المؤلف بتقسيم هذا البحث لثلاثة فصول، تناول في الأول ” خطة الإفتاء بثغر أسفي والتعريف بالفقيه التريكي وإنتاجاته “، أما الفصل الثاني فتحدثت فيه عن بعض مميزات فتوى التريكي المحررة في تقييده ” بيان الراجح من المرجوح في أحوال النفس والروح “، ثم بعدها عرض التقييد محققا ، ثم في الفصل الثالث قدم لتقييديه في التعليم ” دلالة المؤدبين على نكتة المعلمين ” مع الاستعانة بتقسيم من سبق من الأساتذة إلى تحقيقه وملاحظاتهم، وتقييده الذي اختصر فيه درسا من أهم دروس البلاغة في اللغة العربية وأسماه ” العقد النفيس في صناعة البديع والتجنيس “.
تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في ثقافة وفن
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

تكريم فعاليات ثقافية بأسفي في اليوم العالمي للرجل