أسفي اليوم/ ع. الحليم الحيول
لم تكن السرقات التي همت في الآونة الأخيرة عددا من قوارب الصيد التقليدي بأسفي لتمر مرور الكرام، خصوصا بعد أن أصبح بعض المحسوبين على مافيات المخدرات و الاتجار في البشر، يتساقطون كأوراق الخريف في أيدي رجال الدرك الملكي.
في هذا السياق المشوب بكثير من الحذر، دعت السلطات المحلية بأسفي يومه الخميس جمعيات مهنية إلى حضور اجتماع لتدارس الأوضاع و إيجاد حلول تحد من سرقة القوارب من داخل الميناء و تحويلها إلى وسائل نقل في إطار الهجرة السرية و الاتجار الدولي في المخدرات.
الاجتماع الذي دعت إليه القائد رئيسة الملحقة الإدارية الأولى حضره عدد من المسؤولين بمختلف الإدارات البحرية و الأمنية بميناء أسفي و ترأس أشغاله رئيس المنطقة الحضرية الأولى، و انصرف منذ البداية إلى الانكباب على إيجاد حل للسرقات المذكورة.
و حرصت تدخلات المهنيين على بسط تفاصيل مثيرة لعمليات السرقة و الجهات التي تحرك هذا النشاط المشبوه بأسفي، و كشف محمد أزداك رئيس جمعية النورس لبحارة و أرباب و معاوني أصحاب قوارب الصيد التقليدي بأسفي، الستار عن عدد من الحقائق الخطيرة، موضحا كيف أن مافيا التهجير السري و التجار في المخدرات تعمد فقط إلى سرقة القوارب فقراء المهنيين التي لا يملك أصحابها إلا هي، بينما لا تسجل أية سرقات لقوارب أولئك الذين يملكون العشرات منها، لافتا إلى أن بعض القوارب تغير مراكبها أكثر من مرتين في السنة، فأين تذهب المحركات القديمة يتساءل رئيس جمعية النورس، ملقيا بحجر ثقيل في مياه مافيا التهجير السري، ليؤكد أن الهجرة أصبحت هوسا لدى بعض شباب ” حاضرة المحيط” الذين يتابعون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، و بحسرة كبيرة، تفاصيل وصول أقرانهم إلى السواحل الاسبانية في ظرف لا يتعدى 4 أيام انطلاقا من سواحل أسفي و نواحيها.
كما انتقد نفس المتحدث وجود أشخاص يحملون عددا كبيرا من التوكيلات من أرباب القوارب تصل أحيانا إلى أزيد من 20 توكيلا، و يمارسون بالوكالة إجراءات الحصول على البنزين بكميات هائلة، معتبرا ذلك هو التفسير الممكن لحصول القوارب المنخرطة في الهجرة السرية على البنزين الكافي لرحلة بحرية تقود إلى السواحل الاسبانية.
إلى هذا قرر الاجتماع بصورة مبدئية إسناد مهمة حراسة القوارب إلى شركة خاصة و إعادة هيكلة رصيف الصيد التقليدي، و تزويده بكاميرات عالية الجودة لرصد كل المخالفات.
و كانت عناصر الدرك الملكي قد أحبطت عدة، في ما اعتبر ضربات قوية للمافيا، محاولات للهجرة السرية بواسطة قوارب مشبوهة، و قد أحيل عدد من المعتقلين على ذمة هذه القضايا على العدالة لتقول فيهم كلمتها، و من بينهم بعض شاحنات ” الديباناج” التي تساهم في نقل القوارب المسروقة من الميناء نحو وجهات الانطلاق التي تحددها المافيا.