على هامش نصف الماراطون الدولي الأول لأسفي : الرياضة في خدمة السياسة

4,370

كتب سعيد الجدياني

في نهاية الأسبوع الماضي , ومع ولادة العام الجديد 2018  , تم إشاعة خبر تنظيم تظاهرة ” نصف المارطون الدولي الأول لأسفي ” يوم الأحد 7 يناير الجاري، إذ أصيبت ساكنة أسفي وخاصة فعاليات الرياضية الاسفية والإعلامية النزيهة بصدمة غير متوقعة , سبب الحيرة أن عبقرية المنظمين تفتقت زيفا وبهتانا وتطاولا على التاريخ الرياضي للمدينة . وادعوا أنهم جاءوا بالعجب العجاب وبتظاهرة رياضية كبرى ” نصف المارطون الدولي الأول لأسفي ” الذي  سينتشل المدينة من  كبوتها و ركودها الاقتصادي والسياحي  والرياضي . إلا أن إقصاء فعاليات رياضية وإعلامية  محلية وجهوية ما هو إلا  حلقة جديدة في مسلسل الخيبات ،ليؤكد بالملموس أن هذه المدينة واقصد أسفي لا تزال تتعرض للتهميش  وتزييف الحقائق وان القائمين على تدبير الشأن المحلي شركاء في العملية . 

العودة إلى الماضي

كان لمدينة أسفي في السبعينيات والثمانينيات الشرف بتنظيم تظاهرات رياضية كبرى , والعبد الضعيف كاتب هذه السطور عاش وعاين مجموعة منها ، نذكر هنا  ولعل  الذكرى تنفع المؤمنين، البطولة المغاربية للعدو الريفي سنة 1991  والتي كان مدير  الدورة السيد المدكوري عبد الرحمان وفي لجنة التنسيق الإطار الفوسفاطي عبد الرحيم لمقاري , وعرفت هذه الدورة مشاركة عدائين كبار , ثم نصف ماراطون أسفي الذي نظمت الدورة الأولى يوم  7 مارس 1999 واشرف عليها المرحوم ” عزيز النظيفي ” المدير العام للشركة الشريفة للمنسوجات بأسفي.

  وبعد نجاح التظاهرة الأولى تم سنة 2000 تأسيس إطار  وهو ” الجمعية الجهوية للثقافة والرياضة ARCS”  عهد إليها الإشراف على تنظيم  مارطون أسفي ، وهكذا وفي سنة 2001 نظمت الدورة الثالثة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتلتها باقي الدورات سنوات 2002 و2003 و2004 و2005  وفي سنة 2006 نظم المارطون تحت شعار ” كل المدينة تجري من أجل مغرب 2006 “  ثم بعد ذلك جاء العلوى مدير فندق اطلانتيد ونظم دورتين لنصف المارطون الدولي الأول لأسفي . شارك وفاز فيه  متسابقات ومتسابقون  من العيار الثقيل .

هل هي تظاهرة رياضية أم نشاط سياسي ؟

بوضوح جلي لا مراء فيه آن في الكواليس يتم تهيئ حزب الحمامة وذلك بتعبيد الطريق له ليقود الحكومة المقبلة  و كذلك المجالس المنتخبة،  ويراهن حزب الأحرار في ذلك على أن تكون له أغلبية المقاعد البرلمانية , وبما  أن أسفي هي بمثابة الفأر لإجراء تجارب عليه –  جاءت هذه التظاهرة  الرياضية المشبوهة التي سميت بهتانا وزورا ب نصف المارطون الدولي الأول لأسفي ومدير المراطون من ذلك الحزب، ومن ييتأمل أسماء اللجنة المنظمة يدرك الصلة التي تربط هذا بذاك . ولا أريد أن اسخن الساخن فالأمور واضحة  والنهار لا يحتاج إلى دليل كما يقال .

العبث في الرياضة

المثير لعلامات الاستفهام والتعجب  في هذه التظاهرة  الرياضية والتي كان من الطبيعي ان  يكثر حولها القيل والقال وكثرة السؤال في شق الأموال التي رصدت لهذه التظاهرة ، كمن ساهم وكيف ساهم وبكم ساهم؟ ومن أمر للمساهمة  ولماذا ساهم؟  وكلها أسئلة مشروعة يطرحها الرأي العام المحلي  الذي أصبح على درجة عالية من الوعي  والادراك و ” يفهمها وهي طايرة ”  ولا تخدعه مثل هذه المحاولات السادجة . و لا غرابة  أن يكون المجمع الشريف للفوسفاط راعي البشاعة في أسفي  قد ساهم بحصة الأسد في هذه التظاهرة الفاشلة تنظيما وتوقيتا وإعدادا ومشاركة  , ولهذا أنا على يقين تام أن الدورة  الاولى التي جاءت ولادتها عسيرة ستكون الاخيرة..  وان الدورة الثانية لن تقوم لها قائمة باذن الله لسبب بسيط هو أن القاعدة الشرعية تقول وما بني على الباطل فهو باطل.

على سبيل الختم

صراحة لم نعد نفهم شيئا لا في الرياضة ولا في السياسة ولا في الثقافة ولا في الصحة ولا في التعليم..  أضحت كلها الغاز وطلاسيم , و ها هم يقولون ” ما هي إلا تظاهرة تمر و يمضى المنظمون إلا شانهم غانمين سالمين ” .  لا بد من التذكير بحدث مماثل لهذه التظاهرة التي هي حلقة في مسلسل طويل من الإقصاء يكفى أن نشير إلى ملتقى الفكر الأول والثاني  الذي نظمه المجلس البلدي في الثمانينيات،  وكان مدير الدورة المرحوم محمد بوحميد غير أن جل المجالس البلدية التي تعاقبت فيما بعد على تدبير شؤون المدينة  رفضت تنظيم ملتقى الفكر الثالث لأسباب سياسية . ثم التظاهرة الفنية الثقافية التي كان لها شان كبير واقصد هنا الفيلم الفرونكفوني ( أضواء أسفي )  حيث أن هذا المهرجان السينمائي الدولي انطلق سنة 2003  بفضل جهود جبارة لجمعية الأنشطة الثقافية ( ACL ) بأسفي، ثم تواصلت الدورات بنفس الحماس والجدية  محافظة  على نفس  القدر من الجودة  وساعية إلى الترسيخ والتطور . وقد استمر هذا المهرجان الذي كان ينافس المهرجانات السينمائية  الوطنية الكبرى الى غاية الدورة السادسة لسنة 2008 .  وبعد ذلك جاء المخرج ابن أسفي نور الدين الخماري  ونظم  الدورة الأولى للمهرجان السينمائي الدولي سنة 2009  واقبر ما كان قبله من مهرجانات سينمائية،  لكنه بعد ذلك اختفى المهرجان وصاحب المهرجان واليوم يأتي بولامي  ليمحو حقبة من التاريخ الرياضي لأسفي  هو نفسه كان فاعلا ومشاركا فيها  . ما أشبه حكاية الخماري  بحكاية البولامي . لكن حينما تعتاد الفئران أن لا تخشى القطط  وتتماهى أمامها في الطريق العام فقل على الجميع السلام .

تحميل مواضيع أخرى ذات صلة
تحميل المزيد في رياضة
التعليقات مغلقة.

شاهد أيضاً

تكريم فعاليات ثقافية بأسفي في اليوم العالمي للرجل